١ - الاحتراز عن العبث في ذكره بناء على الظاهر، لدلالة القرينة عليه، وذلك كقولك لمن يستشرف الهلال:"الهلال والله"؛ أي: هذا الهلال والله، فلو صرحت بذكر المسند إليه لكان ذكره عبثاً - في الظاهر- بمعنى أنه لا تظهر له فائدة.
ومنه قولك:(حضر الجلسة)؛ تريد: الرئيس، إذا كانت هناك قرينة قائمة على أن الرئيس قد حضرها.
٢ - ضيق المقام، بسبب مرض، أو ضجر، كما في قول الشاعر:
قال لي: كيف أنت؟ قلت: عليل ... سهر دائم وحزن طويل
والتقدير: أنا عليل، وحالي سهر دائم، وقد حذف المسند إليه في شطري البيت لضيق المقام.
ومن الحذف لضيق الصدر: قوله تعالى: {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ}[الذاريات: ٢٩]، أي أنا عجوز، فحذف المسند إليه لما تحسه من ضيق صدرها من الإطالة في الكلام بسبب ما انتابها من العقم، وما لحقها من الكبر.
٣ - اختبار تنبه السامع: أيتنبه إلى المسند إليه، لقيام القرينة الدالة عليه، أم لا يتنبه إلا بالتصريح؟ ومثال ذلك: أن يحضر إليك رجلان، تربطك بأحدهما صداقة، فتقول لآخر - يعلم بهذه الصلة:"غادر" تريد: الصديق غادر، فتحذف المسند إليه لتختبر ذكاء السامع، أيتنبه إلى أن المسند إليه المحذوف هو "الصديق" بقرينة ذكر "الغدر" إذ هو المناسب لمعنى الصداقة، أم أنه لا يتنبه؟
٤ - اختبار مقدار تنبه السامع، ومبلغ ذكائه عند قيام قرينة خفية على المسند إليه، أيتنبه إليه بالقرينة الخفية أم أنه لا يتنبه؟