للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنما بدر رزايا وعطايا ... ... ومنايا وطعان وضراب

ومن التشبيه المؤكد: ما أضيف فيه المشبه به إلى المشبه، بعد حذف الأداة، وتقديم المشبه به على المشبه، كقولك: "لبس محمد رداء العافية".

وكقول التنوخي:

أقحوان معانق لشقيق ... ... كثغور تعص ورد الخدود

أي: تعض الخدود الشبيهة بالورد.

ومنه قول الشاعر:

والريح تعبث بالغصون وقد جرى ... ذهب الأصيل على لجين الماء

أي: على الماء التشبيه باللجين، أي الفضة.

رابعًا: أغراض التشبيه

الغرض من التشبيه: هو الدافع الذي حدا بالمبين أن يعقد شبهًا بين أمرين وهو في الأعم الأغلب عائد إلى المشبه لأنه:

١ - إما أن يكون الغرض هو: بيان المشبه أمر ممكن، وهذا إذا كان أمرًا غريبًا، يمكن أن يخالف فيه ويدعي امتناعه، كما في قول أبى الطيب المتنبي:

رأيتك في الذين أرى ملوكًا ... كأنك مستقيم في محال

فإن تقق الأنام وأنت منهم ... فإن المسك بعض دم الغزال

وذلك لأن المتنبي لما ادعى أن الممدوح قد فاق الناس حتى صار أصلًا برأسه وجنسًا منفردًا بنفسه وكان هذا كالأمر الممتنع فقد احتج لدعواه تلك بأن شبه هذه الحال بحال المسك وهو من الدماء ومع هذا فإنه لا يعد منها لما فيه من صفات لا توجد فيها، هذا تشبيه ضمني ومكني عنه.

٢ - وإما أن يكون الغرض هو بيان حال المشبه، كما في تشبيه ثوب آخر في السواد.

ومما جاء لبيان حال المشبه قول الشاعر:

<<  <   >  >>