يقول: إن للممدوح على نعمًا سابغة، يعد وجودي منها، ولا استطيع حصرها، إذ ليس المقصود بالأيادي معناها الحقيقي، لأن قوله "سابغة" قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي، لأن الأيادي الحقيقية لا توصف بالشمول، ولكن المقصود بها هنا هو النعم، فلفظ "أياد" مجاز مرسل علاقته السببية، لأن الأيادي سبب في النعم.
٢ - المسببية: كما إذا استعملت النبات في الغيث، فقلت:"أمطرت السماء نباتًا"، فليس المراد بالنبات هنا معناه الحقيقي، لأن "أمطرت" قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي، إذ النبات لا ينزل مطرًا، ولكن المراد به هنا هو:"الغيث" فالنبات هنا مجاز مرسل علاقته المسببية لأن النبات مسبب عن الغيث.
ومنه قول الله تعالى:(وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا)[غافر: ١٣] فقد عبر عن الماء بالرزق على سبيل المجاز المرسل، لعلاقته المسببية، لأن الرزق مسبب عن الماء، والقرينة هنا قول الله تعالى:(يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ) لأن الرزق ينزل بذاته من السماء.
٣ - اللازمية: كما في قولك: "بزغ الضوء" لأن البزوغ وصف للشمس لا للضوء، فالضوء مجاز مرسل يراد به الشمس، وعلاقته اللازمية، لأن الضوء لازم للشمس، إذ يلزم من وجود الشمس وجود الضوء.
٤ - الملزومية: وذلك كما إذا استعملت الملزوم وأردت اللازم، كما إذا قلت:"ملأت الشمس الحجرة" تقصد: ملأ الضوء والحجرة، فليس المراد بالشمس معناها الحقيقي الذي هو: الجرم المعروف، بقرينة قولك:"ملأت" لأن الشمس معناها الحقيقي لا تدخل الحجرة، ولكن المراد بها هو:"الضوء" فلفظ الشمس إذن مجاز مرسل علاقته الملزومية، لأن المعنى الحقيقي للشمس ملزوم للضوء.
٥ - الجزئية: وذلك كما في قول الله تعالى: (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ)[النساء: ٩٢] فليس المقصود بالرقبة هنا هو الجزء الخاص بها فحسب، بقرينة قوله:(فَتَحْرِير) لأن التحرير إنما يكون للذات كلها، وليس لجزء منها، فالمقصود هنا هو: الذات كلها فالرقبة هنا مجاز مرسل علاقته الجزئية، لأن الرقبة جزء من العبد.