للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السيف أصدق أنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب

بيض الصفائح لا سود الصحائف في ... منونهن جلاء الشك والريب

وقول أبي محمد الخازن يهنئ ابن عباد بمولود لبيته:

بشرى، فقد أنجز الإقبال ما وعدا ... وكوكب المجد في أفق العلا صعدا

ومن ألطف البراعات: براعة مهيار الديلمي؛ فقد بلغه أنه وشيى به إلى ممدوحه، فتتصل من ذلك بألطف عذر، وأبرزه في معرض النسيب، فقال:

أما وهواها حلقة وتنصلا ... ... لقد نقل الواشي إلهيا فأمحلا!

سعى جهده لكن تجاوز حده ... وكثر فارتابت ولو شاء قللا!

الموضع الثاني

التخلص، ويقصدون به الانتقال من المعنى التي ابتدئت به القصيدة كالنسيب ونحوه إلى الغرض المقصود منها؛ مع مراعاة الملاءمة بينهما ويسمونه (حسن التخلص) وذلك بأن يخرج الشاعر مما بدأ كلامه به من النسيب- مثلًا- إلى المدح، أو غيره بلطف تحيل؛ مع رعاية الملاءمة بينهما، بحيث لا يشعر السامع بالانتقال من المعنى الأول إلا وقع وقع في الثاني، لشدة الممازجة والالتئام والانسجام بينهما حتى كأنهما قد أفرغا في قالب واحد.

فمن حسن التخلص قول أبي تمام:

يقول في (قومس) قومي- وقد أخذت ... منا السرى وخطا المهرية القود-:

أمطلع الشمس تبغي أن يؤم بنا؟ ... ... فقلت: كلا ولكن مطلع الجود!

وقول المتنبي- في مدح سيف الدولة-:

خليلي: إني لا رأى غير شاعر ... ... فكم منهم الدعوى ومتى القصائد

فلا تعجبا إن السيوف كثيرة ... ... ولكن سيف الدولة اليوم واحد

والموضوع الثالث:

الانتهاء؛ لأنه آخر ما يعيه السمع، ويرتسم في النفس ويسمونه: (حسن الانتهاء) فإذا كان مختارًا جيدًا جبر ما قد يكون قد وقع فيه الشاعر من تقصير وإن

<<  <   >  >>