[٢ - ضعف التعويل على القرينة لأنها غير واضحة أو للأشتباه فيها]
فالأول: وهو أن تكون القرينة غير واضحة، مثاله: أن يذكر المسند إليه في حديث، ثم تمضي فترة حتى يطول عهد السامع به، فيذكر ثانياً، لاحتمال غفلة السامع لطول العهد به.
والثاني: وهو أن يشتبه في أمر القرينة، مثاله: أن يذكر المسند إليه في حديث، ثم يحول مجرى الحديث إلى غيره، فيذكر المسند إليه ثانياً، لئلا يلتبس الأمر على السامع، فلا يعلم المحدث عنه على وجه اليقين، وذلك كأن يكون الحديث عن شوقي، ثم يجري الحديث عن شاعر غيره؛ فإذا ما رأيت مدح شوقي حينئذ، قلت: شوقي نعم الشاعر.
٣ - التنبيه إلى أن السامع غبي لا يفهم المحذوف مع وجود قرائنه؛ فيذكر المسند إليه إشارة إلى هذا الغرض، وذلك كما تقول لمن يسمع القرآن الكريم ولكنه لا يحفل به:(القرآن شفاء للقلوب).
[٤ - إظهار تعظيم المسند إليه وتفخيمه؛ لأن اللفظ مما يدل على التعظيم، أو إظهار تحقيره والتهوين من شأنه، لأن اللفظ مما يدل على التحقير.]
فمثال الأول؛ قولك:(قائد الجيش قادم) ومثالي الثاني: (اللئيم قادم).
[٥ - إرادة التبرك بذكره، أو التلذذ بسماعه]
فمثال ذكر المسند إليه للتبرك قولك:(هل قال رسول الله كذلك؟ ) فتذكر المسند إليه وهو: (رسول الله) تيمناً بذكر اسمه، وتبركاً به.
ومقال ذكر المسند إليه للتلذذ به، قولك:(ليلى أقبلت) و (بثينة سلمت).
٦ - القصد إلى بسط الكلام وإطالته، وذلك حيث يكون إصغاء السامع مطلوباً للمتكلم لخطر مقامه، أو لقربه، ولهذا يحسن إطالة الكلام مع الأحبة، وذلك كما في قوله تعالى - حكاية لقول موسى- عليه السلام:{هِيَ عَصَايَ}[طه: ١٨] جواباً عن سؤاله تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى}[طه: ١٧]، وقد كان يكفي في الجواب أن يقول "عصا" لأن "ما" للسؤال عن الجنس، ولكنه ذكر المسند إليه وهو الضمير "هي"