للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإنما سميت هذه الاستعارة مكنية: لأنه لم يصرح فيها بالمشبه به، وإنما كنى عنه بذكر لازمه.

قرينتها: قرينة الاستعارة المكنية هي: "إثبات لازم المشبه به المحذوف للمشبه المذكور" وذلك كإثبات الأظفار للمنية في بيت أبي ذؤيب، فهذا الإثبات دليل على أن الكلام استعارة بالكناية، وهو عند البلاغيين يسمى: "استعارة تخييليه".

أما أنه استعارة: فلأن اللازم المذكور - وهو الأمر المختص بالمشبه به- استعير للمشبه واستعمل معه.

وأما أن هذه الاستعارة تخبيليه: فلأن ذلك اللازم لما نقل استعمل مع المشبه خيل للسامع أن المشبه من جنس المشبه به.

ومن هنا يتبين لك أمران:

أولهما: أن قرينة الاستعارة المكنية استعارة "تخبيليه" دائما، لأنها إثبات لازم المشبه به للمشبه، وأنهما متلازمان، فلا توجد إحداهما بدون الأخرى.

والأخر: هو أن طرفي الاستعارة التخيلية مستعملان في معنييهما الحقيقيين فالأظفار والمنية في بيت أبي ذؤيب - مثلاً- كل منهما مستعمل في المعني الموضوع له، والتجوز إنما هو في إثبات الأظفار للمنية.

<<  <   >  >>