٩ - ادعاء تعين المسند إليه، وذلك كقولهم:(هازم الجيوش) يريدون: "خالد بن الوليد".
[١٠ - قصد المحافظة علة الوزن، أو السجع، أو القافية]
فمثال الأول قول الشاعر:
على أنني راضٍ بأن أحمل الهوى ... وأخرج منه لا علي ولا ليا
أي: لا علي شيء، ولا لي شيء، فحذف المسند إليه، وهو لفظ (شيء) محافظة على وزن البيت.
ومثال الثاني: قولهم: (من كرم أصله وصله حبله)؛ والتقدير: وصل الناس حبله ولكنهم حذفوا المسند إليه الأصلي؛ وهو الفاعل: محافظة على السجع.
ومثال الثالث قول لبيد:
وما المال والأهلون إلا ودائع ... ولابد يوما أن ترد الودائع
يقصد أن يرد الناس الودائع فحذف المسند إليه محافظة منه على القافية؛ ولولا ذلك لصارت منصوبة - والقافية في القصيدة كلها- مضمومة لا مفتوحة.
١١ - اتباع الاستعمال الوارد - على حذف المسند إليه- وذلك كما في الأمثال الواردة من مثل قولهم:(رمية من غير رام) يقصدون: هي رمية موفقة ممن لا يحسن الرمي، فإذا ما قلنا هذا القول في إنسان قد وفق في عمله عفو الخاطر، ولكنه ليس أهلاً لمثل هذا التوفيق، كان هذا القول مطابقاً لمقتضى حاله، ومثله قولهم:(شنشنة أعرفها من أخزم)، أي: هي شنشنة.
[ذكر المسند إليه]
[من الأغراض التي ذكرها البلاغيون لذكر المسند إليه]
١ - أن يكون ذكر المسند إليه هو الأصل، ولا مقتضى للعدول عن ذلك الأصل، فإذا كنت مع صديق لك تنتظر قدوم محمد - مثلاً - ثم رأيته، فقلت:(قدم محمد) كنت بذلك قد ذكرت المسند إليه، وهو:(محمد) مع قيام قرينة الحال عليه، ولو قلت:(قدم) وحذفت المسند إليه لكان ذلك جائزاً أيضاً.