فالمشبه هو الممدوح، وقد شبه به كل من: صوب الغيث، والبدر والشمس والليث، والبحر، وقرن كلاً منها بقيد لولاه لتم التشبيه.
ومن تقييد المشبه به قول رشيد الدين:
عزماته مثل النجوم ثواقباً ... ... لو لم يكن للثاقبات أفول
فقد شبه عزمات الممدوح بالنجوم، ولكنه قيدها بعدم الأفول.
ومن تقييدهما معاً، قولك: "ليلى إذا ابتسمت كالشمس إذا أشرقت" وقول أمير الشعراء:
ويقائق النسرين في أغصانها ... كالدر ركب في صدور رماح
فقد شبه يقائق النسرين - وهو ورد عطري قوى الرائحة - بالدر، وهو تشبيه قريب مبتذل ولكن تقييد ورود النسرين بكونها في أغصانها، وتقييد الدر بكونه مركباً في صدور رماح أخرجه عن قربه وابتذاله إلى بعده وغرابته.
٣ - تشبيه التفضيل: وهو أن تشبه شيئاً بشيء، ثم ترجع فتفضل المشبه على المشبه به.
كما في قول الشاعر:
حسبت جماله بدراً منيراً ... ... وأين البدر من ذاك الجمال!
ومنة تشبيه التشكيك، كما في قول الشاعر:
بالله يا ظبيات القاع قلن لنا ... ليلاى منكن أم ليلى من البشر؟
ومن روائع التصرف في التشبيه القريب المبتذل قول الشاعر:
في طلعة البدر شيء من محاسنها ... وللقضيب نصيب من ثنيها
[ثالثا: أداة التشبيه]
الأداة: لفظ يدل على معنى التشبيه، كالكاف في قوله تعالى: (وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآَتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ) [الرحمن: ٢٤] وكما في قول أبى الطيب:
هذا الذي أبصرت منه حاضراً ... مثل الذي أبصرت منه غائباً
كالبدر من حيث التفت رأيته ... يهدى إلى عينيك نوراً ثاقباً