(أ) المستعار منه: وهو ذات المشبه به، كالحيوان المفترس في المثال السابق، لأن اللفظ الموضوع له- وهو "أسد"- اخذ منه وأعطى لغيره، كالإنسان يستعار ثوبه لغيره.
(ب) والمستعار له: وهو ذات المشبه، كالرجل الجريء، لأن اللفظ الذي هو لغيره أعطى كالإنسان يستعار له الثوب من غيره.
(ج) المستعار: كلفظ "أسد"، لأنه أخذ من صاحبه، واستعير لغيره كالثوب المستعار من صاحبه للابسه.
قريتنها: القرينة في الاستعارة هي الأمر الذي تجعله دليلاً على أنك أردت باللفظ غير ما وضع له في الأصل، وهي إما أن تكون لفظاً، وإما أن تكون غير ذلك، ولهذا فإنهم قالوا: إن القرينة نوعان: لفظية، وغير لفظية.
فاللفظية: هي اللفظ الذي تجعله دليلاً على أنك أردت باللفظ غير ما وضع له ومثال ذلك في الاستعارة الأصلية قولك: "كلمني بحر"، فبحر مستعار للرجل العالم، أو الكريم استعارة أصلية، وقريتنها: لفظ "كلمني" لأن البحر الحقيقي لا يتكلم، ومثالها في التبعية: قولك: "قتل على خصمه بحاد لسانه" فقد استعرت "القتل" للإيذاء الشديد، بجامع الألم الشديد، ثم اشتققت من القتل بمعنى الإيذاء الشديد "قتل" بمعنى آذى إيذاء شديد، على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية، والقرينة قولك:"بحاد لسانه"، لأن اللسان ليس أداة قتل.
وقد لاحظت أن كلاً من القرينتين ملائم للمشبه.
وغير اللفظية: أمر خارج عن للفظ تجعله دليلاً على أنك أردت باللفظ غير ما وضع له.
وهذا الأمر إما أن يكون: دلالة الحال، وإما أن يكون استحالة المعنى. فمثال ما قرينته حالية قولك:"أرى قمراً" والسماع يرى فتاة جميلة مقبلة، فالقمر مستعار للفتاة الجميلة، استعارة أصلية، وقرينتها: دلالة الحال.
ومثال ما قرينته الاستحالة قول الله تعالى:{إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ}[الحاقة: ١١]، فقد شبه كثرة الماء كثرة جاوزت الحد (بالطغيان)، بجامع