للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٢) أن يكون بين الجملتين (كمال الانقطاع) بشرط ألا يوهم الفصل خلاف المقصود، فيجب الوصل- كما سيأتي-:

وكمال الانقطاع بين الجملتين يكون في حالتين:

الأولى: أن تختلف الجملتان خبرًا وإنشاءً، لفظًا ومعنى، نحو قول أبي العتاهية:

يا صاحب الدنيا المحب لها ... أنت الذي لا ينقضي تعبه

فجملة النداء: إنشائية لفظًا ومعنى، وجملة: (أنت الذي لا ينقضي تعبه) خبرية لفظًا ومعنى.

ونحو قول الشاعر:

لا تحسب المجد تمرًا أنت آكله ... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

فجملة النهي: (لا تحسب) إنشائية لفظًا ومعنى، وجملة: (لن تبلغ المجد) خبرية لفظًا ومعنى.

ومثله قول الآخر:

لا تسأل المرء عن خلائقه ... في وجهه شاهد من الخبر

أو معنى فقط: كقولك: (مات فلان رحمه الله)، فالجملة الأولى، وهي: (مات فلان) خبرية لفظًا ومعنى، والجملة الثانية وهي: (رحمه الله) خيرية لفظًا ولكنها إنشائية معنى، فالمراد منها الدعاء على معنى: اللهم ارحمه.

والثانية: ألا تكون بينهما مناسبة ما، بل يكون كل منهما مستقلاً بنفسه، كقولك: (على كاتب) (الغراب طائر)، وكما جاء في الحكم: (كفى بالمشيب داء، صلاح الإنسان في حفظ اللسان)، وإنما وجب ترك العطف في كمال الانقطاع لأن العطف يكون للجمع بين الشيئين والربط بينهما، ولا يكون ذلك في المعنيين إذا كان بينهما غاية التباين.

(٣) أن تكون الجملة الثانية جوابا عن سؤال يفهم من الجملة الأولى، فتفصل الثانية عن الأولى، كما يفصل الجواب عن السؤال، لما بينهما من الاتصال، ويقال -

<<  <   >  >>