تعريفها: هي عند جمهور البلاغيين: "لفظ المشبه به المستعار في النفس للمشبه، والذي قد حذف ودل عليه بإثبات شيء من لوازمه وخواصه"، كما في قول أبي ذؤيب الهذلي:
وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع
أي: إذا جاء الأجل فلا راد لقضاء الله، ولن تجدي التمائم والرقي في دفعه فقد شبه المنية بالسبع في اغتيال النفوس من غير تمييز بين نافع وضار، ثم استعار في نفسه لفظ السبع للمنية بعد تناسي التشبيه وادعاء دخول المشبه في جنس المشبه به، ثم قدر حذفه، دالا عليه يذكر بعض خواصه.
أي: إذا نطقت بلساني مفصحا عن شكر برك، فلسان حالي أنطق بالشكاية منك، لأن ضررك أكثر من نفعك.
فقد شبه حاله بإنسان متكلم، في الدلالة على المقصود، ثم استعار الإنسان للحال، ثم حذفه ودل عليه بإثبات لازمه وهو اللسان، وأثبت للحال على سبيل الاستعارة المكنية.
وكقول محمود غنيم في قصيدته "على سطح القمر":
مضي عهد البخار فبات يبكي ... على أطلال دولته البخار
فقد شبه البخار بملك مخلوع، ثم استعاره للبخار، ثم حذفه ودل عليه بإثبات لازمه وهو البكاء على أطلال دولته، وأثبت للبخار على سبيل الاستعارة المكنية.
ففي الأمثلة الثلاثة السابقة: حذف لفظ المشبه به، وكني عنه بذكر لازمه ثم أثبت هذا اللازم للمشبه المذكور، وما كان كذلك فهو استعارة مكنية، فالمذكور دائماً في المكنية من الطرفين هو: المشبه، والدليل على التشبيه هو إثبات اللازم للمشبه.