الكلمات المفردة لا تعطيك معنى من المعاني إلا إذا كانت مرتبطة ببعضها متعلقا بعضها ببعض، آخذاً بعضها بحجز بعض، وكونت منها نوعاً من التأليف، وصغتها صياغة خاصة، شعراً كانت أو نثراً فلابد في الكلام من مسند، ومسند إليه، وإسناد.
والإسناد هو: ضم كلمة أو ما يجري مجراها، إلى الأخرى أو ما يجري مجراها، بحيث يفيد الحكم بأن مفهوم إحداهما ثابت لمفهوم الأخرى، أو منفي عنه.
[(أ) أغراض الخبر]
ذكر البلاغيون أن من يكون بصدد الإخبار ينحصر قصده بخبر هذا في أمرين:
الأول: إفادة المخاطب مضمون الخبر وفائدته، وذلك كقولك لمن لا يعلم أن والداء قد سافر:(سافر والدك) ولمن لا يعلم أن الهلال قد ظهر: (ظهر الهلال) ولمن لا يعلم أن أخاه قد نجح: (نجح أخوك).
الثاني: إفادة المخاطب لازم فائدة الخبر: وذلك كقولك لمن حفظ القرآن الكريم: (أنت قد حفظت القرآن الكريم)، فهو يعلم أنه حفظ القرآن الكريم، ولكنك قد أفدته أنك تعلم ذلك -أيضاً -.
هذا هو الذي جرى عليه العرف في الإخبار بخبر ما، وذلك إذا التزم المتكلم باستعمال الجمل الخبرية في حقائقها، أما من يريد أن يستخدم الأساليب الخيرية في أفقها الأرحب فإن قصده يتعدد بتعدد الأغراض التي تدفعه إلى القول، وتحثه عليه، ولهذا فإن الخبر قد يخرج عن الغرضين الأساسيين، وهما الفائدة ولازم الفائدة إلى أغراض أخرى يقصدها البلغاء، وتتضح عن سياق الكلام، ومن هذه الأغراض:
١ - إظهار الضعف، كما في قول المسجاح بن سباع الضبي: