وأفناني - ولا يفنى- نهار ... وليل كلما يمضي يعود
وشهر مستهل بعد شهرٍ ... وحول بعده حول جديد
ومفقود عزيز الفقد تأتي ... منيته، ومأمول وليد
فقد أخبر الشاعر بأنه طوف في الآفاق حتى بلى وقارب الهلاك، وأهرمه مرور الليل والنهار، وتوالى الأشهر والسنين، وفقد من يعز عليه من الأصحاب والأبناء، ولم يقصد بخيره هذا فائدة الخبر أو لازمها، وإنما أراد أن يبث السامع مشاعره ليشاركه إحساسه، فتتحقق له بتلك المشاركة راحة نفسية يتطلبها.
٢ - والتحسر - كما في قوله تعالى-: {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} [آل عمران: ٣٦].
٣ - والمدح - كما في قول أبي الطيب المتنبي- يمدح سيف الدولة:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها ... وتصغر في عين العظيم العظائم
يكلف سيف الدولة الجيش همه ... وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم
ويطلب عند الناس ما عند نفسه ... وذلك ما لا تدعيه الضراغم! !
٤ - والذم، كما في قوله يهجو كافوراً:
وتعجبني رجلاك في الفعل إنني ... رأيتك ذا نعل إذا كنت حافياً
وأنك لا تدري ألونك أسود ... من الجهل أم قد صار أبيض صافياً
ويذكرني تخبيط كعبك شقه ... ومشيك في ثوب من الزيت عارياً
٥ - وكتحريك حمية الجاهل، كقوله تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: ٩].
٦ - وكإظهار التحزن والتفجع، كقول الشاعر:
قومي هم قتلوا -أميم- أخي ... فإذا رميت يصيبني سهمي