الميم في آخر اللفظ الثاني، وكذلك بين (قواض) و (قواضب) جناس ناقص لزيادة حرف الباء في اللفظ الثاني.
وكقول الخنساء:
إن البكاء هو الشفاء من الجوى بين الجوانح
والجوى: حرقة القلب، والجوانح: الضلوع، فبين (الجوى) و (الجوانح) جناس ناقص لزيادة حرفي النون والحاء في آخر اللفظ الثاني.
وقد يسمى ما كان الاختلاف فيه بزيادة أكثر من حرف في الآخر:(مذيلاً).
٣ - والحالة الثالثة: هي الاختلاف في هيئة الحروف، فإذا اختلف اللفظان في هيئة الحروف كان الجناس نوعين:(محرفًا) و (مصحفًا).
(أ) فالمحرف: ما اختلف اللفظان في الحركات والسكنات، نحو قولهم:
(جبة البرد جنة البرد) فبين (البرد) و (البرد) جناس محرف، لاختلافهما في الهيئة، فالأولى بضم الباء، وهو نوع من الثياب، والثاني: ضد الحر.
(ب) والمصحف: ما اختلف فيه اللفظان نقطًا، بحيث لو زال إعجام أحدهما، أو كليهما، لم يتميز أحدهما عن الآخر، كقول أبي نواس:
من بحر شعرك أغترف وبفيض علمك أعترف
فبين (أغترف) و (أعترف) جناس مصحف، إذ ليس بينهما خلاف إلا بالنقط، بحيث لو تجرد اللفظان لما تميز أحدهما عن الآخر.
٤ - والحالة الرابعة: حالة الاختلاف في ترتيب الحروف: فإذا اختلف اللفظان في ترتيب حروفهما سمي: (جناس القلب) وهو أربعة أنواع: (قلب كل) و (قلب بعض) و (مجنح) و (مستو).
(أ) فالقلب الكلي: ما انعكس فيه ترتيب الحروف، كقولهم:(حسامه فتح لأوليائه، وحتف لأعدائه) فبين (فتح) و (حتف) جناس قلب كلي لأن الترتيب فيهما قد انعكس كليًا، لأن (حتف) مقلوب (فتح).