عرفها المتأخرون من البلاغيين بأنها:"لفظ أطلق، وأريد به لازم معناه الحقيقي لقرينة لا تمنع من إرادة هذا المعنى المراد".
وهي عندهم واسطة بين الحقيقة والمجاز، فهي ليست حقيقة؛ لأن اللفظ لم يرد به معناه الحقيقي، بل أريد به لازم هذا المعنى، وليست مجازاً؛ لأن المجاز لابد له من قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي.
ومثالها قول الشاعر:
طويل نجاد السيف شهم كأنما ... يصول إذا استخدمته بقبيل
فقوله:"طويل نجاد السيف" معناه الحقيقي: أن الممدوح نجاده طويلة، ولكن هذا المعنى ليس مراداً، وإنما المراد: لازم هذا المعنى، وهو أنه طويل القامة، وذلك لأنه يلزم من طول النجاد أن تكون القامة طويلة، ومع هذا يصح أنه يُراد المعنى الحقيقي، بأن يُراد المعنيان معاً: طول النجاد، وطول القامة.
[وهنا يجدر بنا أن ننبهك إلى أمرين]
أولهما: أنه لا يلزم في الكناية أن يكون المعنى الحقيقي لفظاً متحققاً في الواقع، إذ يصح أن تقول:"محمد طويل النجاد" كناية عن طوله، وإن لم يكن له نجاد أصلاً.
وثانيهما: أن الفرق بين المجار والكناية: وجوب وجود القرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي للفظ في المجاز، بخلاف الكناية، فإن القرينة فيها لا تمنع من إرادة المعنى الحقيقي للفظ.
[أقسامها]
[تنقسم الكناية باعتبار المكنى عنه إلى ثلاثة أقسام هي]
القسم الأول: كناية عن صفة، وهي: ما صرح فيها بالموصوف، وبالنسبة إليه، ولم يصرح فيها بالصفة المطلوب نسبتها وإثباتها، ولكن ذكر مكانها صفة