أولهما: أن المراد بالقيد في التشبيه: هو ما يكون له دخل في وجه الشبه بحيث لا يتم التشبيه إلا به.
ثانيهما: أن الفرق بين المقيد من طرفي التشبيه والمركب منهما: أن المركب يكون المقصود فيه بالذات هو: الأجزاء مجتمعة، وليس فيها جزء قصد وحده بالتشبيه دون بقية الأجزاء.
أما المقيد: فإن المقصود فيه بالذات هر: أحد أجزاء الطرف مع مراعاة قيد فيه فالقصيد ليس مقصوداً لذاته، بل هو مقصود لذلك الجزء.
وعلى هذا فمدار الفرق بين المقيد والمركب هو القصد والاعتبار، لا التركيب اللفظي، فإن كانت الأجزاء كلها مقصودة بذاتها في التشبيه كان من قبيل المركب وان كان المقصود أحد الأجزاء وأن ما عداه تبع له كان من قبيل المفرد المقيد فالمشبه في قول أمير الشعراء يصف الياسمين بين الأغصان:
متألق خلل الغصون كأنه ... في بلجة الأفنان ضوء صباح
من قبيل المفرد المقيد، ولميس من قبيل المركب، وذلك لأن بلجة الأفنان لم تقصد لذاتها، وإنما جاءت قيداً في المشبه وهو الزمر الذي عبر عنه الشاعر بضمير الغائب.
ولكن المشبه في قول أبى تمام من قبيل المركب، لما علمت من أنه مركب من "نهار سطعت شمسه" ومن "زهر نابت في الربا" وهما مقصودان معاً في المشبه كما علمت.
[ج- تعدد الطرفين أو تعدد أحدهما]
والتشبيه "بهذا الاعتبار" ينقسم إلى أربعة أقسام:
الأول: التشبيه الملفوف، وهو ما يتعدد طرفاه، ويجمع كل طرف مع مثله وذلك بان يؤتى بالمشبهات ثم بالمشبهات بها، أو أن يؤتى بالمشبهات بها، ثم بالمشبهات.