والتمثيل غيد الحسي: ما سبق أن عرفته - أيضاً - من تشبيه حال اليهود بحال الحمار، فالوجه - كما سبق أن عرفت - هو هيئة الحرمان من الانتفاع بأبلغ نافع مع معاناة المشاق في تحمله، وهى صورة مركبة من أمور عقلية -كما ترى -، ومثله ما سبق من تشبيه المستجير بعمرو بالمستجير بالنار، فوجه الشبه - كما رأيت - هو هيئة مركبة من أمرين لا يقعان تحت حس، وهما:"الفرار من الضار، والالتجاء إلى ما هو أشد ضرراً طمعاً في الانتفاع به".
ومنة قول الشاعر:
اصبر على مضض الحسو ... د فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها ... إن لم تجد ما تأكله
فقد شبه حال الحسود وقد قتلة كمداً صبر الممدوح عليه، وعدم جزعه لما يناله من أذاه بحال النار، يأكل بعضها بعضاً إذا لم تجد وقوداً، ووجه الشبة هو: إسراع الفناء لانقطاع ما فيه مدد البقاء، وهو أمر عقلي منتزع من أمرر عقلية لا تدخل تحت حس.
ب- وغير التمثيل: هو ما لم يكن وجه الشبه فيه هيئة منتزعة من متعدد، بأن كان أمراً واحداً، أو متعدداً، فمثال الأول قولك:(جرح اللسان كجرح السيف في الضرر) وقولك: (العلماء كالمصابيح في الهداية) وقولك: (خالد كالسيف في المضاء) فوجه الشبه في الأمثلة السابقة شيء واحد.
ومثال الثاني قولك: هذه الفاكهة كالتي أكلناها في الطعم، والرائحة، واللون فوجه الشبه هو كل واحد من هذه الثلاثة، وليس هيئة مركبة منها.
المفصل والمجمل:
ينقسم التشبيه - باعتبار الوجه أيضاً - إلى قسمين: مفصل ومجمل،
فالمفصل هو: ما صرح فيه بوجه الشبة على صورته الخاصة، بأن كان مجروراً بفي، أو منصوباً على التمييز على معنى "في"