فمثال قصر الصفة على الموصوف قصراً حقيقياً:(ما شاعر في القرية إلا علي) إذا أردت أن تقصر صفة الشعر عليه بحيث لا تتعداه أصلاً إلى غيره من أهل القرية.
ومثال قصر الصفة على الموصوف قصراً إضافياً قولك:(ما كاتب إلا ابن العميد) تريد: أن صفة الكتابة مقصورة عليه لا تتعداه إلى رجل بعينه - كالمتنبي مثلاً- فالقصر في هذين المثالين من قصر الصفة وهي الشعر في المثال الأول والكتابة في المثال الثاني، على الموصوف، وهو (علي) في المثال الأول و (ابن العميد) في المثال الثاني، وهذا لا ينافي أن يكون للموصوف صفات أخرى.
[القصر الادعائي]
إذا نزل ما عدا المقصور عليه منزلة المعدوم قصداً للمبالغة والادعاء سمي القصر ادعائياً، وعلى هذا فهناك قصر حقيقي ادعائي، وقصر إضافي ادعائي.
أ- فالقصر الحقيقي الادعائي: هو ما ينزل فيه ما عدا المقصور عليه منزلة المعدوم، فتقول في قصر الموصوف على الصفة قصراً حقيقياً ادعائياً:(ما طارق إلا شجاع)، إذا أردت قصر طارق على صفة الشجاعة، بحيث لا يتعداها إلى غيرها من سائر الصفات بأن يجعل ما عداها من الصفات غير معتد به، وكأنه لا صفة له غير الشجاعة لبلوغه فيها الغاية.
وتقول في قصر الصفة على الموصوف قصر حقيقاً ادعائياً:(ما شاعر إلا أبو الطيب) إذا أردت قصر صفة الشعر على أبي الطيب، بحيث لا يتعداه إلى غيره من الناس، مع أن هناك شعراء غيره، ولكنهم بالقياس إليه لم يعتد بهم، فنزلوا منزلة المعدوم، ومنه قول الشاعر:
لا سيف إلا ذو الفقا ... ر ولا فتى إلا علي
والفرق بين القصر الحقيقي حقيقة، والقصر الحقيقي ادعاء: أن ما عدا المقصور عليه في القصر الحقيقي حقيقة لا وجود له أصلاً، أما ما عدا المقصور عليه في القصر الحقيقي ادعاء فهو موجود، ولكنه منزل منزلة المعدوم.