للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التشبيه الذي يريك الهيئة التي تملأ القلوب سروراً وعجباً من طلوع النجوم مؤتلفة متفرقة في أديم وهي زرقاء زرقتها صافية؟ !

ومن هذا الضرب قول الناشئ:

بكت للحبيب وقد راعها ... بُكاء الحبيب لبعد الدِّيار

كأن الدموع علي خدِّها ... بقية طلّ علي جُلنار

فقد شبه الشاعر هيئة قطرات الدموع اللامعة على خد حبيبته الأحمر، بهيئة قطرات الطل اللامعة على زهرة الجلنار الحمراء.

ولو قال: كأن الدموع قطرات طل، وكأن خدها جلنار، لصح ذلك القول ولكنة لا يبلغ من الحسن والروعة ما بلغة تشبيه هيئة الدموع على الخد، بهيئة الطلل على الجلنار.

[٣ - تشبيه مفرد بمركب: وقد مثلوا له بقول الصنوبري]

وكان محمر الشقيق إذا تصوب أو تصعدَّ

أعلام ياقوت نشرنَ على رماح من زبرجد

فالمشبه مفرد، وهو محمر الشقيق، وهو مقيد بقوله: "إذا تصوب أو تصعد" غير أن تقييده لا يخرجه عن كونه مفرداً، والمشبه به مركب من "أعلام ياقوت" ومن "رماح من زبرجد"، ووجه الشبة هو: هيئة أجرام حمر، وقد بسطت على رءوس شيقان خضر مستطيلة.

٤ - تشبيه مركب بمفرد: وقد مثلوا له بقول أبي تمام:

يا صاحبيَّ تقصَّيا نظريكما ... تريا وجوه الأرضي كيف تصور

تريا نهاراً مشمساً قد شابه ... زهرُ الربُّا، فكأنما هو مُقمرا

يريد أن النبات لشدة خضرته وكثرته صار لونه إلى السواد، فنقص من ضوء الشمس حتى صار كأنه ليل مقمر.

وقد علم لك مما أسلفنا أمران:

<<  <   >  >>