للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تتخللها سيوف يتألق بريقها فى حركة سريعة مختلفة النواحى على أشكال متباينة بالهيئة الحاصلة من ليل مظلم تتساقط في أثنائه وفى أوضاع مختلفة أجرام لامعة متناسبة المقادير.

فكل من الطرفين هيئة مركبة؛ إذ المشبه مركب من النقع مثارا فوق الرؤوس ومن السيوف المتلاحمة اللامعة في أثنائه، والمشبه به مركب من: الليل المظلم ومن الكواكب المتهاوية في مواقع مختلفة منه.

وحتى لا تكون الهيئة المركبة في كل منهما مظنة التركيب جعل الشاعر الواو - في قوله: : وأسيافنا" - بمعنى مع، ليفيد ارتباط السيوف بطريق المعية المثار كما أن جعل جملة (تهاوى كواكبه) نعتاً لليل ليفيا اتصاله به بطريق التبعية له.

وهذا القسم ضربان:

الأول: ما لا يصح تشبيه كل جزء من أحد طرفية بما يقابله من الطرف الآخر كقول الشاعر:

غدا والصبح تحت الليل بادٍ ... ... كطرف أشهب ملقى الجلال

فإن الجلال فيه في مقابلة الليل، ولو شبه به لم يكن شيئاً.

وقول القاضي التنوخى:

كأغا المريخ والمشتسرى ... قدامه في شامخ الرفعة

منصرفٌ بالليل عن دعوةٍ ... قد أسرجت قدامهُ شمعة

فإن المريخ في مقابلة المنصرف، ولو قيل: كأنما المريخ منصرف عن الدعوة كان خلفاً من القول.

والثاني: ما يصح تشبيه كل جزء من أجزاء أحد طرفية بما يقابله من الطرف الآخر، غير أن الحال تتغير، كقول أبى طالب الرقى:

وكأن أجرام النجوم لوامعاً ... دُرر نثرن على بساط أزرق

فلو قيل: كأن النجوم درر، وكأن بساط أزرق، لصح، ولكن أين يقع من

<<  <   >  >>