[أشهر رجال البلاغة ومؤلفاتهم]
[(١) أبو هلال العسكري]
هو أبو هلال، الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري، والعسكري نسبة إلى بلد يسمى (عسكر مكرم) من نواحي خوزستان.
وقد تلقى العلم في بغداد، والبصرة، وأصبهان، وتتلمذ على يد خاله: أبي أحمد العسكري المتوفي سنة ٣٨٢ هـ، والذي يشترك معه في اسمه واسم أبيه، فكلاهما يسمى: الحسن بن عبد الله.
وقد كان أبو هلال عالماً فاضلاً، وشاعراً مجيداً، مقتراً عليه في الرزق، ولهذا فإنه كان يتبزز - أي يبيع البز من الثياب - احترازاً من الطمع والدناءة والتبذل يقول أبو هلال:
جلوسي في سوق أبيع وأشتري ... دليل على أن الأنام قرود
ولا خير في قوم تذل كرامهم ... ويعظم فيهم نذلهم ويسود
وتهجوهم عني رثاثة كسوتي ... هجاءً قبيحاً ما عليه مزيد
ومما ينبئ عن بؤسه وشقائه - على الرغم من علمه وأدبه وفضله - قوله:
إذا كان مالي مال من يلفظ العجم ... وجالي فيكم حال من حاك أو حجم
فأين انتفاعي بالأصالة والحجا ... وما ربحت كفي على العلم والحكم
ومن ذا الذي يبصر في الناس حالتي ... فلا يلعن القرطاس والحبر والقلم؟ ! !
وقد توفى أبو هلال العسكري في عام ٣٩٥ هـ.
وله مصنفات كثيرة تدل على غزارة علمه، وسمو قدره، وعلو همته، يقول فيها بعض الشعراء:
وأحسن ما قرأت على كتاب ... بخط العسكري أبي هلال
فلو أني جعلت أمير جيش ... لما قاتلت إلا بالسؤال