٦ - وقد يكون في مدلول الصلة ما يشير إلى خطأ وقع من المخاطب أو غيره، فيؤتي بالموصول تنبيهاً له إلى هذا الخطأ، وذلك مثل قول عبدة بن الطبيب يعظ بنيه لما أسن ورابه بصره:
إن الذين ترونهم إخوانكم ... شفي غليل صدورهم أن تصرعوا
فقد عبر الشاعر عن المسند إليه بالموصول لتنبيه المخاطبين إلى خطئهم، ولو قال: إن قوم فلان يشفى غليل صدورهم أن تصرعوا، لما كان فيه تنبيهاً إلى خطأ.
ومما فيه تنبيه المخاطب إلى خطأ غير المخاطب قول عروة بن أدينة متغزلاً:
إن التي زعمت فؤادك ملها ... خلقت هواك كما خلقت هوى لها
فقد عبر عن المسند إليه بالموصول تنبيهاً إلى خطأ صاحبته في زعمها أن قلبه قد زهد فيها وتحول عنها إلى غيرها.
٧ - وقد يكون في مدلول الصلة ما يومئ إلى نوع الخبر، فيؤتى بالمسند إليه موصولاً، للإيماء إلى هذا الخبر.
وذلك كما في قول الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً}[الكهف: ١٠٧] فمدلول الصلة وهو (الإيمان والعمل الصالح) يشير إلى أن الخبر من نوع الإثابة وحسن الجزاء.
وكما في قول الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[غافر: ٦٠] فمدلول الصلة وهو (الاستكبار) يشير إلى أن الخبر من نوع العذاب وسوء الجزاء.
أ- وقد يكون الإيماء إلى نوع الخبر وسيلة إلى التعريض بتعظيم شأن الخبر، أو التعريض بتحقيره: فمثال ما فيه تعريض بتعظيم شأن الخبر، قول الفرزدق يفاخر جريراً، ويعرض بتعظيم شأن بيته:
إن الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتا دعائمه أعز وأطول
فقد عبر عن المسند إليه بالموصول؛ لأن فيه قصداً إلى أن الخبر المرتب عليه من نوع البناء الرفيع، ولكن ذلك ليس هو غرض الشاعر، وإنما غرضه أن يتوسل