للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثانيًا: التمني

معناه الحقيقي: هو طلب الشيء المحبوب الذي لا يرجى حصوله؛ بأن يكون غير ممكن، أو يكون بعيد المنال.

فالأول كما في قول الشاعر:

ألا ليت الشباب يعود يومًا ... فأخبره بما فعل المشيب

وقول الآخر:

ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها ... عقود مدح؛ فما أرضي لكم كلمي

فإن كلا من عودة الشباب ودنو الكواكب أمر غير ممكن.

والثاني كما في قول الشاعر:

فيا ليت ما بيني وبين أحبتي ... من البعد ما بيني وبين المصائب

ومنه قول الشاعر (١):

فليت لي بهم قومًا إذا ركبوا ... شنوا الإغارة فرسانا وركبانًا

فإذا كان الشيء مترقب الحصول قريب الوجود كان ترجيًا، ويعبر فيه -حينئذ- بصيغة الترجي مثل: (لعل) و (عسى) كما في قول الله تعالى: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً} [الطلاق: ١]؛ وقول الله تعالى: {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ} [المائدة: ٥٢].

وقد رأيت أنه لا يشترط لصحة التمني أن يكون المتمني ممكناً؛ ولكنه يصح مع عدم إمكانه؛ غير أنه إذا كان ممكنًا وجب ألا يكون لك طماعية فيه وإلا صار ترجيًا.

أما صيغ الطلب الأخرى-وهي: الأمر، والنهي، والاستفهام، والنداء- فإنها لا تستعمل إلا فيما هو ممكن.

صيغ التمني: وللتمني صيغ أربع هي: (ليت) و (هل) و (لو) و (لعل):


(١) هو قريظ بن أشيف من بني العنبر؛ راجع ديوان الحماسة ١/ ١٥.

<<  <   >  >>