هي الأمور التي تعرض له من الحذف والذكر، والتعريف والتنكير، والتقديم والتأخير؛ لأغراض بلاغية بها يكون مطابقاً لمقتضى الحال.
[١ - ترك المسند]
عبر البلاغيون عن حذف المسند إليه (بالحذف) وعن حذف المسند (بالترك) لنكتة لطيفة؛ وهي: أن المسند إليه أقوم ركن في الكلام وأعظمه، والاحتياج إليه فوق الاحتياج إلى المسند، فحيث لم يذكر لفظاً، فكأنه أتى به - لفرط الاحتياج إليه- ثم سقط لغرض بلاغي؛ بخلاف المسند؛ فإنه ليس بهذه في الاحتياج، فيجوز أن يترك ولا يؤتى به لغرض.
ومن الأغراض البلاغية التي توجب حذف المسند ما يلي:
[أ- ضيق المقام بسبب حزن أو ضجر]
ومن ذلك قول ضابئ بن الحارث البرجمي وهو في سجن عثمان - رضي الله عنه-:
ومن يك أمسى بالمدينة رحله ... فإني وقيار بها لغريب
فلا تجز عن قيار من حبس ليلة ... قضية ما يقضي لنا فنئوب
وما عاجلات الطير تدنى من الفتى ... رشاداً ولا عن ريثهن يخيب
ورب أمور لا تضيرك ضيرة ... وللقلب من مخشاتهن وجيب
فلا خير فيمن لا يوطن نفسه ... على نائبات الدهر حين تنوب
وفي الشك تفريط وفي الحزم قوة ... ويخطئ في الحدس الفتى ويصيب
ولست بمستبق صديقاً ولا أخّاً ... إذا لم تعد الشيء وهو يريب
فالشاعر يشكو ما يعانيه هو وجمله (قيار) من ألم الغربة بالمدينة، فقد حز في نفسه وآلمه أن يرى نفسه غريب الدار، بعيد المزار، نائياً عن الأهل والوطن في