هو سراج الدين أبو يعقوب بن أبي بكر السكاكي الخوارزمي، إمام من أئمة العربية، وهو فقيه متكلم، متفنن في علوم شتى، سارت بذكره الركبان واشتهر علمه في كل مكان، وفيه وفي الزمخشري يقولون: لولا الأعرجان لضاعت بلاغة القرآن.
وقد أخذ العلم عن علماء أجلاء، منهم: سديد الدين بن محمد الخياطي، ومحمود بن ساعد بن محمود الحارثي، وبرهان الأئمة محمد بن عبد الكريم التركستاني، وكان يجيد اللغتين التركية والفارسية إلى جانب اللغة العربية.
ومن العلوم التي برع فيها: البلاغة، وعلم الكلام، والفقه، والكيمياء، وعلم خواص الأرض، وكان حنفياً، معتزلياً، توفي في خوارزم سنة ٦٢٦ هـ.
وصف كتباً كثيرة في علوم شتى، ومن أشهرها كتاب "مفتاح العلوم".
[مفتاح العلوم]
هو الكتاب الذي اشتهر به السكاكي، وضمنه إثنى عشر علماً من علوم العربية، وقسمه إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول في علم الصرف، والقسم الثاني في علم النحو، والقسم الثالث في علوم البلاغة: المعاني والبيان والبديع، واختتمه بما به يكمل علم المعاني وهو تتبع خواص تراكيب الكلام في الاستدلال وهو علم المنطق، ثم بما به ينم الغرض من علم المعاني وهو الكلام في الشعر، وأنهاه بخاتمة أخرى في إرشاد الضلال بدفع ما يطعنون به في كلام رب العزة.
وقد نال هذا الكتاب من عناية علماء البلاغة ما لم ينله كتاب آخر شرحاً وتلخيصاً، وتلخيصاً للشح، وشرحاً للتلخيص.
وقد اعتبره البلاغيون من بعده الصيغة النهائية لقواعد البلاغة ومسائلها وأقسامها وتعريفاتها، ولهذا فإنهم قد عكفوا عليه وأوسعوه شرحاً وإيضاحاً وتقريراً وتلخيصاً، ثم وضعوا عليه الحواشي تلو الحواشي!