للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كأن مثار النقع فوق رؤوسنا ... وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه

وقد عرفت أن وجه الشبه فيه هو: هيئة منتزعة من تساقط أجرام مشرقة مستطيلة الأشكال، متناثرة في جوانب شيء مظلم.

فوجه الشبه هنا كالشيء الواحد؛ لأنه مركب من تلك الهيئة التي تضامت أجزاؤها حتى صارت وحدة متكاملة بحيث لا يجوز لك أن تجعل شيئا منها وجه شبه على حدة، كما أنه لا يجوز كذلك أن تحذف شيئاً منها، ولو حذف لاختل وجه الشبة.

ومنة قول الشاعر:

وكأن أجرام النجوم لوامعاً ... ... دوُر نثرن على بساط أزرق

فوجه الشبة هو مجموع الهيئة التي ركبت من عدة أمور هي: تناثر أجرام مشرقة متلألئة فوق رقعة مبسوطة زرقاء، ولا يصح أن نجعل شيئاً منها وجه شبه على حدة كما أنه لا يصح أن تسقط شيئاً منها.

ومنة قول أمير الشعراء:

ولقد تمر على الغدير تخالهُ ... ... والنبت مرآة زهت بإطار

فقد شبه الشاعر الغدير وهو له نبات محيط به من كل جانب بمرآة زينب بإطار محيط بها، ووجه الشبه هو: الهيئة المكونة من عدة أمور هي: جسم شفاف متموج يحيط به إطار أخضر.

وقوله - أيضاً: -

ويقائق النسرين في أغصانها ... كالدرَّ ركُب في صدور رماح

فوجه الشبة هو الهيئة المكونة من عدة أمور هي: أجسام مستطيلة، وضعت عليها أجسام صغيرة مشرقة متلألئة.

ولا يصح - بلاغة - أن تعتبر شيئاً واحداً منها وجه الشبه، كما أنه لا يصح لك أن تسقط واحداً منها.

<<  <   >  >>