والمركب الحسي: قد يكون طرفاه مركبين، كما في قول بشار:
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا ... وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
فوجه الشبة - كما علمت - هو الهيئة المركبة من تساقط أجرام مستطيلة متساوية المقادير متناثرة في جوانب شيء مظلم، وتلك هيئة حسية تدرك أجزاؤها بحاسة البصر، والطرفان مركبان، إذ لم يقصد الشاعر تشبيه النقع بالليل، ولا السيوف بالكواكب، ولكنة أراد تشبيه هذه الهيئة بتلك الهيئة - كما سبق أن عرفت: -
وقد يكون طرفاه مفردين - عقيدين - كما في قول قيس بن الخطيم:
وقد لاح في الصبح الثريا كما ترى ... كعنقود ملاحية حين نوراَّ
فوجه الشبة هو هيئة اجتماع صور مستديرة، صغار المقادير في مرأى العين على وضع خاص، وتلك الهيئة حسية، والطرفان هما:"الثريا" و "العنقود" وهما مفردان مقيدان، أما الثريا: فمقيدة بكونها في وقت الصبح وأما العنقود: فمقيد بكونه حين نور.
وقد يكون طرفاه مختلفين إفراداً وتركيباً، كما سبق أن عرفت من قول الصنوبرى:
وكأن محمر الشقيق إذا تصوب أو تصعد
أعلام يا قوت نشرن على رماح من زبرجد
فوجه الشبة هو: هيئة الأجرام الحمر المنشورة على رءوس أجرام مستطيلة خضر، وتلك هيئة. حسية تدرك بحاسة البصر، والمشبه مفرد، لأنه "الشقيق" مراعى فيه كونه أحمر، متصوباً متصعداً، وتلك قيود لا تخرجه عن الإفراد، ولكن المشبه به مركب من أعلام ياقوتية منشورة فوق رماح من زبرجد، وكما سبق أن عرفته - أيضاً - من قول أبى تمام:
يا صاحبيَّ تقصيَّا نظريكما ... تريا وجوه الأرض كيف تصوَّر
تريا نهاراً مشمساً قد شابه ... زهر الربا فكأنما هو مقمر