للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من حديث رافع بن خديج قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يؤبّرون، يقول: يلقِّحون النخل، فقال: ما تصنعون؟ قالوا: كنا نصنعه، فقال: لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرًا، فتركوه، فَنَفَضَتْ أو نقصَتْ، فذكروا ذلك له، فقال: إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر (١)، فجمع المصنف ورواه حديثًا واحدًا ولم يخرج البخاري هذا الحديث.

١٠٩ - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومًا فقال: يا قوم! إني رأيت الجيش بعينيَّ، وإني أنا النذير العُرْيان، فالنجاء، النجاء، فأطاعه طائفة من قومه، فأدلجوا، فانطلقوا على مَهلهم فنجوا، وكذّبت طائفة منهم، فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش، فأهلكهم، واجتاحهم، فذلك مثل من أطاعني فاتَّبع ما جئت به من الحق، ومثل من عصاني وكذّب بما جئت به من الحق".

قلت: رواه البخاري في الرقائق وفي الاعتصام ومسلم في فضائل النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث أبي موسى يرفعه (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: أنا النذير العريان: قال العلماء: أصله أن الرجل إذا أراد إنذار قومه وإعلامهم بما يوجب المخافة، نزع ثوبه، وأشار به إليهم، إذا كان بعيدًا منهم، فيخبرهم بما دهمهم، وأكثر من يفعل هذا ربيئة القوم وهو طليعتهم ورقيبهم. قالوا: وإنما يفعل ذلك لأنه أبين للناظر وأشنع منظرًا، فهو أبلغ في استحثاثهم في التأهب للعدو، وقيل معناه: أنا النذير الذي أدركني جيش العدو فأخذوا ثيابي، فأنا أنذركم عُريانًا.

قوله: فالنجا: ممدود أي إنجوا النجاء، قال القاضي (٣): المعروف في النجاء إذا أفرد


(١) أخرجه مسلم (٢٣٦٢) ومعنى فنَفَضَتْ أي أسقطَتْ ثمرها، ويقال لذلك المتساقط: النَّفَض، بمعنى المنفوض، وأنفض القوم فنى زارهم.
(٢) أخرجه البخاري في الرقائق (٦٤٨٢)، وفي الاعتصام (٧٢٨٣)، ومسلم (٢٢٨٣).
(٣) هو القاضي عياض في إكمال المعلم (٧/ ٢٥٢) وانظر أيضًا: المنهاج (١٥/ ٤٤٩).