للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٧١٢ - قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يسلّم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير".

قلت: رواه الشيخان والترمذي ثلاثتهم في الاستئذان من حديث أبي هريرة. (١)

٣٧١٣ - قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير".

قلت: رواه البخاري في الاستئذان وأبو داود في الأدب كلاهما من حديث أبي هريرة (٢) وقد اتفق الشيخان على الحديث الذي قبله كما بيناه، وقد وهم الحافظ المنذري (٣) فنسب الحديث إلى رواية مسلم دون البخاري وليس كذلك، فإن "يسلم الصغير على الكبير" من زيادة البخاري على مسلم.

قال النوويّ (٤): قال أصحابنا وغيرهم من العلماء: هذا المذكور هو السنة فإن خالفوا فسلم الماشي على الراكب والجالس عليهما لم يكره صرح به المتولي وغيره، قال: وعلى هذا لا يكره ابتداء الكثير بالسلام على القليل والكبير على الصغير ويكون هذا تركًا لما يستحقه من سلام غيره عليه، وهذا الأدب فيما إذا تلاقى الاثنان في طريق، أما إذا ورد على قعودٍ أو قاعد فإن الوارد يبدأ بالسلام بكل حال سواء كان صغيرًا أو كبيرًا قليلًا أو كثيرًا، وسمى الماوردي هذا الثاني سنة، وسمى الأوّل أدبًا، وجعله دون السنة في الفضيلة، قال المتولي: ولو لقي رجل جماعة فأراد أن يخص طائفة منهم بالسلام كره، لأنَّ القصد من السلام الألفة وفي تخصيص البعض إيحاش الباقين وربما صار سببًا للعدواة.


(١) أخرجه البخاري (٦٢٣٢)، ومسلم (٢١٦٠)، والترمذي (٢٧٠٣).
(٢) أخرجه البخاري (٦٢٣١)، وأبو داود (٥١٩٩).
(٣) انظر: مختصر سنن أبي داود للمنذري (٨/ ٦٩).
(٤) المنهاج (١٤/ ١٩٩ - ٢٠٠)، والأذكار للنووي.