فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمدٍ منكم وقاء
ثَكِلْتُ بنَيتي إن لم تروها ... تثير النقع غايتها كداء
يُبارين الأعِنّة مُصْعدات ... على أكتافها الأسَل الظماء
تظل جيادها متمطرات ... تلطمهن بالخُمُر النساء
فإن أعرضتموا عنّا اعتمرنا ... وكان الفتح وانكشف الغطاء
وإلا فاصبروا لضراب يوم ... يعز الله فيه من يشاء
وقال الله: قد أرسلت عبدًا ... يقول الحق ليس به خَفاء
وقال الله: قد يسرت جندًا ... هم الأنصار عرضتها اللقاء
لنا في كل يوم من معد ... سِباب أو قتال أو هِجاء
فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء
وجبريل رسول الله فينا ... وروح القدس ليس له كِفاء (١)
المنافحة: المخاصمة، وروح القدس: جبريل عليه السلام، والتأييد: التقوية، ورشق النبل: رمي النبل بالفتح المصدر، يقول: رشقت رشقًا وبالكثير لوجهه من الرمي إذا رموا بأجمعهم قالوا: رمينا رِشقًا.
وأدلع لسانه: أي أخرجه، ودلع لسانه، يتعدى ولا يتعدى.
ولأفرينهم: أي لأقطعنهم على جهة الإفساد، يقول: أفريت الشيء إذا قطعته على وجه الإفساد، وفريته: إذا قطعته على وجه الإصلاح.
وفري الأديم قطع الجزّار إياه.
والبر: بفتح الباء الواسع الخير والنفع، والمراد هنا الأول، ومصعدات أي: مقبلات إليكم، والخمر: بضم الخاء المعجمة ويروى بالخمر بفتح الميم جمع خمرة والأول أشهر وأبلغ، وعرضتها بضم العين أي مقصودها ومطلوبها، وأكتافها: بالتاء المثناة فوق. والحنيف: المائل عن الأديان إلى الإسلام.
(١) أخرجه مسلم (٢٤٩٠).