للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: وهذا فاسد من وجهين أحدهما: أنا لا نسلم أن شتم المسلم كبيرة مطلقًا بل يختلف إن كان الشتم بقذف ونحوه فكبيرة، وإلا فليس بكبيرة فليس مطلق الشتم في حق الأجانب كبيرة.

والثاني: أنا وإن سلمنا أنَّه كبيرة في حق الأجانب فذاك مباشرة الشتم، أما التسبب فلا، فيكون التسبب كبيرة في حق الولد لوالده فبطل تقدير من أكبر الكبائر، والله أعلم.

٣٩٦١ - قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن من أبرّ البر: صلة الرجل أهل ودّ أبيه بعد أن يولي".

قلت: رواه مسلم وأبو داود كلاهما في البر (١) من حديث عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر ولم يخرجة البخاري.

قال النوويّ (٢): الود هنا: بضم الواو، وفي هذا صلة أصدقاء الأب، والإحسان إليهم، وإكرامهم، وهو متضمن لبر الأب وإكرامه، لكونه بسببه، وتلتحق به أصدقاء الأم والأجداد والمشايخ، وقد ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصل صدائق خديجة رضي الله عنها برًّا بها - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنها.

قوله: بعد أن يولي أي بعد أن يولي الأب أي يموت؛ لأنَّ ذلك أعظم في إكرام الأب ومحبته، ومقتضاه أنَّه إذا بره في حياته لا يكون أبر البر، بل هو بر وليس بأبر البر وهذا ظاهر.

٣٩٦٢ - قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أحب أن يُبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه".

قلت: رواه البخاري في البيوع ومسلم في الأدب وأبو داود في الزكاة والنسائيُّ في التفسير كلهم من حديث يونس عن ابن شهاب عن أنس به. (٣)


(١) أخرجه مسلم (٢٥٥٢)، وأبو داود (٥١٤٣).
(٢) المنهاج (١٦/ ١٦٥).
(٣) أخرجه البخاري (٢٠٦٧)، ومسلم (٢٥٥٧)، وأبو داود (١٦٩٣)، والنسائيُّ (٤٤٩).