للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: رواه الشيخان: واللفظ لمسلم من حديث أبي هريرة، البخاري في أحاديث الأنبياء ومسلم في (١) الفضائل، ولم يقل البخاري فقأ عينه، بل قال: فلما جاء، صكه فرجع إلى ربه ... الحديث.

قوله: ثم مه، هي هاء السكت، وهو استفهام أي ماذا يكون: أحياة أم موت؟ والكثيب: الرمل المستطيل المحدودب، ومعنى أجب ربك: أي للموت، وأما سؤاله الإدناء من الأرض المقدسة، فلشرفها وفضيلة من فيها من المدفونين من الأنبياء وغيرهم، قال المازري (٢): وقد أنكر بعض الملاحدة هذا الحديث وأنكر تصوره، قالوا: كيف يجوز على موسى ذلك؟ وأجاب العلماء عن هذا بأجوبة منها: أنه لا يمتنع أن يكون قد أذن له في هذه اللطمة امتحانًا للملطوم، والثاني: هذا من أمر المجاز، والمراد أن موسى ناظره وحاجه فغلبه، والثالث: أنه لم يعلم أنه ملك من عند الله تعالى وظن أنه رجل قصده يريد نفسه، فدافعه عنها، فأدت المدافعة إلى ذلك، ثم جاءه ثانيًا بأمارة علمها فاستسلم.

٤٥٩١ - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مررت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر، وهو قائم يصلي في قبره".

قلت: رواه البخاري في المناقب والنسائي في الصلاة كلاهما من حديث أبي هريرة ولم يخرجه البخاري. (٣)

٤٥٩٢ - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "عُرض عليّ الأنبياء، فإذا موسى ضرب من الرجال، كأنه من رجال أزد شُنوءة، ورأيت عيسى بن مريم، فإذا أقرب من رأيت به شبهًا: عروة بن مسعود، ورأيت إبراهيم، فإذا أقرب من رأيت به شبهًا صاحبكم -يعني: نفسه- ورأيت جبريل، فإذا أقرب، من رأيت به شبهًا دحية بن خليفة".


(١) أخرجه البخاري (١٣٣٩)، ومسلم (٢٣٧٢).
(٢) انظر: المعلم بفوائد مسلم (٣/ ١٣٢ - ١٣٣)، والمنهاج للنووي (١٥/ ١٨٦ - ١٨٧).
(٣) أخرجه مسلم (٢٣٧٥)، والنسائي (٣/ ٢١٥).