للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال ابن عبد البر (١): والصحيح أنه قدم من الحبشة مسلمًا في صفر سنة ثمان قبل الفتح بستة أشهر وقدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة راغبين في الإسلام، فلما دخلوا على النبي -صلى الله عليه وسلم- نظر إليهم، قال: قد رمتكم مكة بأفلاذ كبدها، وكان إسلام من أسلم يوم الفتح تحت السيف وأسلم عمرو رغبة في الدين.

٥٠٥٢ - قال: لقيني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا جابر ما لي أراك منكسرًا؟ "، قلت: استُشهد أبي، وترك عيالًا ودَيْنًا، قال: "أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ "، قلت: بلى يا رسول الله، قال: "ما كلم الله أحدًا قط، إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلّمه كفاحًا، قال: يا عبدي تمنّ علي أعطيك، قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الرب تعالى: إنه قد سبق مني، أنهم لا يرجعون"، فنزلت: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون}.

قلت: رواه الترمذي في التفسير في سورة آل عمران من حديث جابر بن عبد الله وقال: حسن غريب من هذا الوجه، قال: ولا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم بن كثير أنه سمع طلحة بن خراش يقول: سمعت جابر ابن عبد الله قال: ورواه علي بن عبد الله بن المديني وغير واحد من كبار أهل الحديث، عن موسى بن إبراهيم انتهى كلام الترمذي. (٢)

وموسى بن إبراهيم بن كثير روى له الترمذي وابن ماجه قال الذهبي. وثق، وأما طلحة بن خراش فروى له الترمذي وابن ماجه. وقال فيه النسائي: صالح (٣).


(١) انظر: الاستيعاب (٣/ ١١٨٥).
(٢) أخرجه الترمذي (٣٠١٠) وإسناده حسن وله شاهد من حديثه عائشة عند الحاكم في المستدرك (٣/ ٢٠٣)، والبيهقي في الدلائل (٣/ ٢٩٨). وأخرجه ابن ماجه (١٩٠).
(٣) موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري. صدوق يخطيء، انظر: التقريب (٦٩٩١). وقول الذهبي في الكاشف (٢/ ٣٠١)، وذكره ابن حبان في الثقات (٧/ ٤٤٩). وطلحة بن خراش الأنصاري المدني: صدوق. انظر: التقريب (٣٠٣٦).