وينقم: بفتح القاف وكسرها وهو أفصح، والأدراع: جمع درع، وهو الزردية والأعتد: بضم التاء المثناة من فوق، جمع قلة للعتاد بفتح العين: وهي آلات الحرب من السلاح والدواب وغيرها، قال النووي (١): ومعنى الحديث أنهم طلبوا من خالد زكاة أعتده، ظنًّا منهم أنها للتجارة، وأن الزكاة فيها واجبة، فقال لهم: لا زكاة لكم علي، فقالوا: منع الزكاة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: إنكم تظلمونه لأنه حبسها أي وقفها في سبيل الله قبل الحول عليها فلا زكاة عليها، ويحتمل: أن يكون المراد: لو وجبت عليه زكاة لأعطاها، ولم يشح بها، لأنه قد وقف أمواله لله تعالى متبرعًا، فكيف يشح بالواجب، واستدل بهذا من ذهب إلى صحة وقف المنقول، وقال بعضهم: أن هذه الصدقة التي منعها هؤلاء، كانت صدقة تطوع.
وفي مسند عبد الرزاق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ندب الناس إلى الصدقة وذكر تمام الحديث، والصحيح المشهور: أن هذا كان في الزكاة، وعلى هذا، قال جماعة من العلماء "هي علي ومثلها معها" معناه أنى تسلّفت منه زكاة عامين، ويؤيد ذلك أنه قد جاء في بعض الروايات في غير الصحيحين:"أنا تعجلنا منه صدقة عامين". قوله - صلى الله عليه وسلم -: "عم الرجل صنو أبيه" أي مثل أبيه.
١٢٦٤ - استعمل النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلًا من الأزد يقال له: ابن اللّتبية على الصدقة فلما قدم قال: هذا لكم، وهذا أهدي إلي، فخطب النبي - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:"أما بعد: فإني أستعمل رجالًا منكم على أمور مما ولّاني الله، فيأتي أحدهم فيقول: هذا لكم، وهذه هدية أهديت إلي، فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر: أيهدى له أم لا؟ والذي نفسي بيده، لا يأخذ أحد منه شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان لبعيرًا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر" ثم رفع يديه -حتى رأينا عفرة إبطيه- اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟ ثلاثًا".