للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: رواه مسلم وأبو داود كلاهما في الصلاة من حديث أبي بن كعب (١) ولم يخرجه البخاري. (٢)

وفيه حجة للقول بتفضيل بعض القرآن على بعض، ونقل القاضي عياض (٣) في ذلك خلافًا، وفي تفضيل القرآن على سائر الكتب، قال فمنع منه أبو الحسن الأشعري وأبو بكر الباقلاني وجماعة من الفقهاء لأنَّ تفضيل بعضه على بعض يقتضي نقص المفضول، وليس في كلام الله نقص، وتأول هؤلاء ما ورد من إطلاق أفضل وأعظم في بعض الآيات والسور بمعنى عظيم، وفاضل، وأجاز ذلك إسحاق بن راهويه وغيره من العلماء والمتكلمين، قالوا: وهو راجع إلى عظيم أجر قارئ ذلك، وجزيل ثوابه، وهذا القول ظاهر، ومعنى هذه السورة أو الآية أعظم وأفضل أن ثوابها أكثر. إنما تميزت آية الكرسي بكونها أعظم لما جمعت من أصول الأسماء والصفات من الإلهية، والوحدانية، والحياة، والعلم، والملك، والقدرة، والإراد، وهذ السبعة أصول الأسماء والصفات والله أعلم.

١٥٣٨ - وكّلَني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام، فأخذته، وقلت: لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: دعني إني محتاج وعليّ عيال، ولي حاجة شديدة، قال: فخليت عنه، فأصبحت، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا هريرة! ما فعل أسيرك البارحة؟ "، قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالًا، فرحمته فخليت سبيله، فقال: "أما إنه سيعود" فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: دعني، فإني محتاج، وعليّ عيال، لا أعود،


(١) أخرجه مسلم (٨١٠)، وأبو داود (١٤٦٠).
(٢) وفي المطبوع من المصابيح في آخر هذا الحديث: "وفي رواية: ثمَّ قال: والذي نفس محمَّد بيده، إن لهذه الآية لسانًا وشفتين، تقدَّس الملك عند ساق العرش".
أخرجه البغوي في شرح السنة (٤/ ٤٥٩) رقم (١١٩٥) ولم أجده في نسخ كشف المناهج.
(٣) إكمال المعلم (٣/ ١٧٧).