للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ولم يخرج البخاري عن سلمان في هذا شيئًا. (١)

١٧٠٥ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته أحد".

قلت: رواه الشيخان واللفظ لمسلم في التوبة من حديث أبي هريرة. (٢)

١٧٠٦ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك".

قلت: رواه البخاري في الرقائق من حديث ابن مسعود ولم يخرجه مسلم. (٣)

١٧٠٧ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال رجل لم يعمل خيرًا قط لأهله -وفي رواية-: أسرف رجل على نفسه، فلما حضره الموت أوصى بنيه: إذا مات فحرّقوه، ثم أذروا نصفه في البر، ونصفه في البحر، فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابًا لا يعذبه أحدًا من العالمين، فلما مات فعلوا ما أمرهم، فأمر الله البحر فجمع ما فيه، وأمر البر فجمع ما فيه، ثم قال له: لم فعلت هذا؟ قال: من خشيتك يا رب، وأنت أعلم فغفر له".

قلت: رواه البخاري في التوحيد ومسلم في التوبة والنسائي في الرقائق من حديث أبي هريرة. (٤)

قوله - صلى الله عليه وسلم -: أسرف رجل، أي بالغ وغلا في المعاصي والسرف مجاوزة الحد. وأذروه: بسكون الذال المعجمة وضم الراء المهملة مخففة أي ألقوا.

وقدر: بالتخفيف قيل: معناه قدر بالتشديد أي قدر العذاب وعدم العفو، يقال: قدَر وقدّر بالتخفيف والتشديد بمعنى واحد وقيل معناه ضيق. وعلى هذين القولين ليس فيه شك في القدرة، وقالت طائفة: اللفظ على ظاهره ولكن قاله هذا الرجل وهو غير ضابط لكلامه، ولا معتقد لمعناه، فهو في معنى الغافل والساهي، وهذه الحالة لا يؤاخذ


(١) وأما رواية سلمان فقد تفرد بها مسلم دون البخاري (٢٧٥٣).
(٢) أخرجه البخاري (٦٤٦٩)، ومسلم (٢٧٥٥).
(٣) أخرجه البخاري (٦٤٨٨).
(٤) أخرجه البخاري (٦٤٨١)، ومسلم (٢٧٥٦)، والنسائي (٦٢٩٣).