للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فيها، وهو نحو قول القائل الآخر الذي غلب عليه الفرح المتقدم في حديث أنس: أنت عبدي وأنا ربك، فلم يكفر بذلك للدهش، وقيل: هذا رجل جهل صفة من صفات الله تعالى، وقد اختلف العلماء في تكفير جاهل الصفة، فقال ابن جرير الطبري وجماعة: يكفرون، قال أبو الحسن الأشعري: أولًا وقال آخرون: لا يكفر بجهل الصفة، ولا يخرج به عن أصل الإيمان بخلاف جحدها، وإليه رجع أبو الحسن الأشعري وعليه استقر قوله، ولو سئل الناس عن الصفات لوجد العالم بها قليلًا، وقيل كان هذا في زمن فترة، حين ينفع مجرد التوحيد.

١٧٠٨ - قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - سَبْي فإذا امرأة من السَّبْي قد تحلّب ثديها تسعى، إذا وجدت صبيًّا في السَّبْي أخذته فألصقته ببطنها، وأرضعته، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ قلنا: لا وهي تقدر على أن لا تطرحه، قال: الله أرحم بعباده من هذه بولدها".

قلت: رواه البخاري في الأدب، ومسلم في التوبة من حديث عمر بن الخطاب (١) والسبي: النهب وأخذ الناس عبيدًا وإماءً، وتحلّب ثديها: أي سال لبنها وهو بالحاء المهملة وثديها بالثاء المهملة.

١٧٠٩ - قال - صلى الله عليه وسلم -: " لن يُنجي أحدًا منكم عملُه! قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته، فسدّدوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدُّلْجة، والقصد القصد تبلُغوا".

قلت: رواه الشيخان: البخاري في الرقائق في باب القصد والمداومة على العمل ومسلم في التوبة كلاهما من حديث أبي هريرة. (٢)

قوله: إلا أن يتغمدني الله برحمته، أي يلبسنيها ويسترني بها، مأخوذة من غمد السيف وهو غلافه.


(١) أخرجه البخاري (٦٤٨١)، ومسلم (٢٧٥٦).
(٢) أخرجه البخاري (٥٩٩٩)، ومسلم (٢٧٥٤).