للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَجَدْنَا قَوْمًا تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَتَعَلَّمْنَ مِنْ نِسَائِهِمْ، قَال: وَكَانَ مَنْزِلِي في بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيدٍ بِالْعَوَالِي (١) فَتَغَضَّبْتُ يَوْمًا عَلَى امْرَأَتِي فَإذَا هِيَ تُرَاجِعُنِي فَأَنْكَرْتُ أنْ تُرَاجِعَنِي، فَقَالتْ: مَا تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ (٢) فَوَاللهَ إِنَّ أزْوَاجَ النبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ليُرَاجِعْنَهُ، وَتَهْجُرُهُ إِحْدَاهُنَّ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيلِ، [فَافْزَعَنِي ذَلِكَ فَقُلْتُ: قَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْهُنَ] (٣). فَانْطَلَقْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ، فَقُلْتُ: أتُرَاجِعِينَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالتْ: نَعَمْ. فَقُلْتُ: أَتَهْجُرُهُ إِحْدَاكُنَّ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيلِ؟ قَالتْ: نَعَمْ. قُلْتُ: قَدْ خَابَ مَن فَعَلَ ذَلِكَ مِنْكُنَّ وَخَسِرَ، أَفَتَأمَنُ إِحْدَاكُنَّ أَنْ يَغْضَبَ الله عَلَيهَا لِغَضَبِ رَسُولِ اللهِ فَإِذَا هِيَ قَدْ هَلَكَتْ، لا تُرَاجِعِي رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلا تَسْأَلِيهِ شَيئًا، وَسَلِينِي مَا بَدَا لَكِ، وَلا يَغُرَّنكِ (٤) أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ (٥) هِيَ أَوْسَمَ (٦) وَأَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْكِ، يُرِيدُ عَائِشَةَ. قَال: وَكَانَ لِي جَارٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا، فَيَأْتِينِي بِخَبَرِ الْوَحْي وَغَيرِهِ وَآتِيهِ بِمِثْلِ ذَلِكَ، فَكُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ الْخَيلَ لِتَغْزُوَنَا، فَنَزَلَ صَاحِبِي ثُمَّ أَتَانِي عِشَاءً فَضَرَبَ بَابِي، ثُمَّ نَادَانِي (٧) فَخَرَجْتُ إِلَيهِ، فَقَال: حَدَثَ أَمْر عَظِيمٌ. قُلْتُ: مَاذَا أَجَاءَتْ غَسَّانُ؟ قَال (٨): لا بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَطْوَلُ، طَلَّقَ النبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - نِسَاءَهُ، فَقُلْتُ: قَدْ خَابَتْ


(١) "العوالي" هو ضيعة بينها وبين المدينة أربعة أميال، وقيل: ثلاثة.
(٢) في (أ): "تراجع"، وفي الحاشية: "أراجعك".
(٣) ما بين المعكوفين ليس في (أ).
(٤) ضبطت في (أ) بالياء والتاء وكتب فوقها: "صح".
(٥) "جارتك" المراد بالجارة هنا الضرة.
(٦) "أوسم": أحسن وأجمل.
(٧) في (أ): "نادى".
(٨) في (ج): "فقال".

<<  <  ج: ص:  >  >>