إن شهرة الحافظ عبد الحق، ومجده العلمي، وبعد صيته تستهوي طالب العلم إلى البحث عن نتاجه، وتَطَلُّب كتبه بعامة، فكيف إذا كان هذا الكتاب لهذا الإمام بعينه قد حظي بشهرة وثناء خاصين.
ولذا سارعنا للبحث عن نسخ الكتاب، والوقوف عليه، فوافق الخُبْرُ الخَبَر، وليس راءٍ كمن سمع، ولقد طال العجب من بقاء هذا الكتاب رهين المحبسين كل هذا الأمد على إتقانه وفائدته، ومسيس الحاجة إليه.
ومن ثم رأينا خدمة الكتاب بما يتناسب مع مكانته وعظيم منزلته، وجلالة مصنفه، وسلكنا لذلك الخطة التالية:
١ - اعتمدنا نسختين خطيتين هما -فيما رأينا -أوثق نسخ الكتاب وأكثرها دقة وهما:
النسخة التركية من مكتبة نور عثمانية ورمزنا لها (أ)، والنسخة النجدية ورمزنا لها (ج)، ولم نعتمد أيًّا منهما أصلًا، وإنما نثبت الراجح من إحداهما، ونشير للفرق من الأخرى في الهامش، ولأن النسخة النجدية غير تامة، فقد أكملنا المقابلة من النسخة التركية الأخرى -وهي نسخة أحمد الثالث- ورمزنا لها (ك)، ولم نهمل شيئًا من الفروق بين النسختين لما رأينا بالتتبع أن بعض هذه الفروق هي في حقيقتها فروق بين نسخ الصحيحين المروية.