للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذِكْرُ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، وأصحَابِ الشَّجَرَةِ، وأَبِي سُفْيَان، وأصحَابِ الهِجْرَتَينِ، وذِكْرُ أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيس الأَشْعَرِيّ

٤٤٠٥ - (١) مسلم. عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَال: بَعَثَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنَا وَالزُّبَيرَ وَالْمِقْدَادَ فَقَال: (ائتوا رَوْضَةَ خَاخٍ (١) فَإِن بِها ظَعِينَةً (٢) مَعَها كِتَابٌ فَخُذُوهُ مِنْها). فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيلُنَا (٣) فَإِذَا نَحْنُ بِالْمَرأَةِ، فَقُلْنَا: أَخْرِجِي الْكِتَابَ؟ فَقَالتْ: مَا مَعِي كِتَاب، فَقُلْنَا: لَتُخْرِجنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُلْقِيَنَّ (٤) الثِّيَابَ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِها (٥)، فَأَتَينَا بِهِ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَإِذَا فِيهِ: مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى نَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكةَ يُخْبِرُهم بِبَعضِ أمرِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: (يَا حَاطِبُ مَا هذَا؟ ). قَال: لا تَعجَلْ عَلَيَّ يَا رَسُولَ الله، إنِّي كُنْتُ امرَأ مُلْصَقًا فِي قُرَيشٍ، قَال سُفْيَانُ بْنُ عُيَينَةَ: كَانَ حَلِيفًا لَهُم وَلَم يَكُنْ مِنْ أَنْفُسها، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ لَهُم قَرَابَات يحمونَ بِها أَهْلِيهم، فَأَحبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النسَبِ فِيهِم أَنْ (٦) أَتخِذَ فِيهِم يَدًا يَحمُونَ بِها قَرَابَتِي، وَلَم أَفْعَلْهُ كُفْرًا وَلا ارتِدَادًا عَنْ دِيني، وَلا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعدَ الإِسْلامِ، فَقَال النبِي - صلى الله عليه وسلم -: (صَدَقَ). فَقَال عُمَرُ: دَعنِي يَا رَسُولَ الله أَضْرِبْ عُنُقَ هذَا الْمُنَافِقِ، فَقَال: (إِنهُ قَدْ (٧) شَهِدَ بَدرًا وَمَا يُدرِيكَ لَعَلَّ الله اطلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدرٍ فَقَال: اعمَلُوا مَا شِئْتم فَقَد غَفَرتُ لَكُم). فَأَنْزَلَ


(١) "روضة خاخ": هي موضع بين مكة والمدينة بقرب المدينة.
(٢) "ظعينة": هي المرأة في الهودج. وفي (أ) و (ك): "الضعينة"، والمثبت من "صحيح مسلم".
(٣) "تعادي بنا خيلنا" أي: تجري.
(٤) في حاشية (أ): "لتلقين".
(٥) "عقاصها" أي: شعرها المضفور.
(٦) قوله: "أن" زيادة من "مسلم".
(٧) قوله: "قد" ليس في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>