للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَابُ قَوْلِهِ تَعَالى: {وَأَنْذِر عَشِرَتَكَ الأَقْرَبِين} (١) وَمَا جَاءَ في أَبِي طَالِبٍ، وَأَنَّهُ لا يَنْفَعُ في الآخِرَةِ مَعَ الكفرِ عَمَلٌ صَالِحٌ

٢٧٧ - (١) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} دَعَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قُرَيشًا فَاجْتَمَعُوا، فَعَمَّ، وَخَصَّ، فَقَال: (يَا بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ! أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ! أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ يَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ! أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ! أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي هَاشِمٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطلبِ! أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا فَاطِمُ! أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيئًا غَيرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا ببَلالِهَا) (٢) (٣). حديث مسلم أتم من حديث البخاري، والمعنى واحد، ولم يخرج من حديث أبي هريرة: "غَير أَنَّ لَكُم رَحِمًا"، وما بعده خرجه من حديث عمرو بن العاص، قال: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (وَلَكِن لَكُم (٤) رَحِمْ أَبُلُّهَا بِبَلاهَا). قال: كذا وقع (٥) و"بِبَلالِها" (٦) أجود وأصح (٧). ذكره في حديث أخر، وسيأتي إن شاء الله.


(١) سورة الشعراء، آية (٢١٤).
(٢) "سأبلها ببلالها": أي سأصلها بصلتها التي تليق بها، شبه فطيعة الرحم بالحرارة، وصلتها بإطفاء الحرارة بالبرودة.
(٣) مسلم (١/ ١٩٢ رقم ٢٠٤)، البخاري (٥/ ٣٨٢ رقم ٢٧٥٣)، وانظر (٣٥٢٧، ٤٧٧١).
(٤) في (ج): "ولكن لهم".
(٥) "قال كذا وقع": القائل هو البخاري ففي النسخة اليونينية (٧/ ٨) قال أبو عبد الله: "ببلاها" كذا وقع، و"ببلالها" أجود وأصح، و"ببلاها" لا أعرف له وجهًا. ا. هـ. وأشار الحافظ في "الفتح" إلى احتمال أن يكون القائل هو أبو ذر الهروي.
(٦) في (ج): "وبلالها".
(٧) البخاري (١٠/ ٤١٩ رقم ٥٩٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>