للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي سَرِيَّةٍ، فَصَبَّحْنَا الْحُرَقَاتِ (١) مِنْ جُهَينَةَ، فَأَدْرَكْتُ رَجُلًا فَقَال: لا إلَهَ إِلا اللهُ، فَطَعَنْتُهُ فَقَتَلْتُه، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (أَقَال لا إلَهَ إلا اللهُ وَقَتَلْتَهُ؟ ! ). قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إنَّمَا قَالهَا خَوْفًا مِنَ السِّلاح، قَال: (أَفَلا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالهَا أَمْ لا؟ ). فَمَا زَال يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنيتُ أَنِّي أسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ. قَال: فَقَال سَعْدٌ: وَأَنَا وَاللهِ لا أَقتلُ مُسْلِمًا حَتَّى يَقْتُلَهُ ذُو الْبُطَينِ (٢) يَعْني أسَامَةَ، قَال: قَال رَجُلٌ: أَلَمْ يَقُلِ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} (٣)؟ فَقَال سَعْدٌ: قَدْ قَاتَلْنَا حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ، وَأنْتَ وَأصْحَابُكَ تُرِيدُرنَ أَنْ تُقَاتِلُوا حَتَّى تَكُونَ فِتْنَةٌ (٤). وفي لفظ آخر: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْحُرَقَةِ مِنْ جُهَينَةَ، فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ، فَهَزَمْنَاهُمْ، وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ رَجُلًا مِنْهُمْ، فَلَمَّا غَشِينَاهُ (٥) قَال: لا إلَهَ إِلا الله، فَكَفَّ عَنْهُ الأَنْصَارِيُّ، وَطَعَنْتُهُ بِرُمْحي حَتَّى قَتَلْتُهُ، فَلَما قَدِمْنَا بَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَال لِي: (يَا أُسَامَةُ! أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَال لا إِلَهَ إِلا اللهُ؟ ! ). قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا (٦). قَال: فَقَال: (أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَال لا إِلَهَ إِلا اللهُ؟ ! ). قَال: فَمَا زَال يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنيتُ أنِّي لَمْ أكُن أسْلَمْتُ قَبْلَ


(١) "الحرقات": بطن من جهينة والمنسوب إليه الحرقة، ويقال لجماعة المنسوبين الحرقات، ونسبة الواحد إليهم حرقي.
(٢) "ذو البطين": قيل لأسامة: ذو البطين، لأنه كان له بطن عظيم.
(٣) سور الأنفال، آية (٣٩).
(٤) مسلم (١/ ٩٦ رقم ٩٦)، البخاري (٧/ ٥١٧ رقم ٤٢٦٩)، وانظر (٦٨٧٢).
(٥) "غشيناه": أي لحقناه حتى تغطى بنا.
(٦) "إنما كان متعوذا": أي لاجئًا ومعتصمًا بهذه الشهادة ليدفع عن نفسه القتل، وليس بمخلص في إسلامه.

<<  <  ج: ص:  >  >>