للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

شَهِدْتَ الْمَوْسِمَ فَنَادِ: يَا آل (١) قُرَيشٍ، فَإِذَا أَجَابُوكَ، فَنَادِ يَا آل (٢) بَنِي هَاشِمٍ، فَإِنْ أَجَابُوكَ، فَسَلْ عَنْ أَبي طَالِبٍ، فَأَخْبِرْهُ: أَنَّ فُلانًا قَتَلَنِي فِي عِقَالٍ، وَمَاتَ الْمُسْتَأجَرُ، فَلَمَّا قَدِمَ الذي اسْتَأجَرَهُ أَتَاهُ أبو طَالِبٍ، فَقَال: مَا فَعَلَ صَاحِبُنَا؟ قَال: مَرِضَ فَأَحْسَنْتُ الْقِيَامَ عَلَيهِ، فَوَلِيتُ دَفْنَهُ. قَال: قَدْ كَانَ أَهْلَ ذَلِكَ مِنْكَ، فَمَكُثَ حِينًا، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ الذي أَوْصَى إِلَيهِ أَنْ يبلِغَ عَنْهُ وَافَى الْمَوْسِمَ (٣)، فَقَال: يَا آل قُرَيشٍ! قَالُوا: هَذِهِ قُرَيش. قَال: يَا بَنِي هَاشم! قَالُوا: هَذِهِ بَنُو هَاشِمٍ. قَال: أَينَ أبو طَالِبٍ؟ قَال (٤): هَذَا أبو طَالِبٍ. قَال: أَمَرَنِي فُلانٌ أَنْ أُبْلِغَكَ رِسَالةً: أَنَّ فُلانا قَتَلَهُ فِي عِقَالٍ. فَأَتَاهُ أبو طَالِبٍ فَقَال لَهُ: اختَرْ مِنا إِحْدَى ثلاثٍ: إِنْ شئتَ أَنْ تُؤَدِّيَ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ فَإِنكَ قَتَلْتَ صَاحِبَنَا، وَإنْ شِئْتَ حَلَفَ خَمْسونَ مِنْ قَوْمِكَ إِنكَ لَمْ تَقتلْهُ، فَإِنْ أَبَيتَ قَتَلْنَاكَ بِهِ. فَأتَى قَوْمَهُ فَقَالُوا: نَحْلِفُ فَأَتَتْهُ امْرَأَة مِنْ بَنِي هَاشِمٍ كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَدْ وَلَدَتْ لَهُ، فَقَالتْ: يَا أبَا طَالِب أُحِبّ أَنْ تُجِيزَ ابْنِي هَذَا بِرَحُلٍ مِنَ الْخَمْسِينَ، وَلا تُصْبِرْ يَمِينَهُ (٥) حَيثُ تُصْبَرُ الإيمَانُ (٦) فَفَعَلَ، فَأتَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ فقَال: يَا أبا طَالِبٍ أَرَدْتَ خَمسِينَ رَجُلًا أَنْ يَحْلِفُوا مَكَانَ مِائَةٍ مِنَ الإِبِلِ، يُصِبُ كُلَّ رَجُل بَعِيرَانِ هَذَانِ بَعِيرَانِ فَاقْبَلْهُمَا عَنِّي، وَلا تُصْبِرْ يَمِيني حَيثُ تُصبرُ الأَيمَانُ فَقَبِلَهُمَا، وَجَاءَ ثَمَانِيَة وَأرْبَعُونَ فَحَلَفُوا. قال


(١) في (أ): "يال".
(٢) قوله: "آل" ليس في (ج).
(٣) "وافى الموسم" أي: أتاه.
(٤) في (ج): "قالوا".
(٥) "ولا تصبر يمينه" أصل الصبر: الحبس والنع، ومعناه في الإيمان الإلزام، تقول صيرته: أي ألزمته أن يحلف بأعظم الأيمان حتى لا يسعه أن لا يحلف.
(٦) "حيث تصبر الأيمان" قال ابن التين: بين الركن والمقام.

<<  <  ج: ص:  >  >>