للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- صلى الله عليه وسلم -: (أَوْ مسْلِمًا؟ ). قَال: فَسَكَتُّ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا عَلِمْت مِنْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّه! مَا لَكَ عَنْ فُلانٍ، فَوَاللَّهِ إنِّي لأَرَاهُ مُوْمِنًا؟ ! فَقَال رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: (أَوْ مُسْلِمًا؟ إنِّي لأُعْطِي الرَّجلَ، وَغَيرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ خَشْيَةَ أَنْ يكَبَّ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ) (١). وفي لفظ آخر: فَقُمْت إِلَى رَسُولِ اللَّه فَسَارَرْتُهُ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ عَنْ فُلان؟ وفي طريق آخر: فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ بَينَ عُنُقِي وَكَتِفِي، ثُمَّ قَال: (أَقِتَالًا (٢) أَي سَعْدُ! إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ ... ). وقال البخاري: "أَقبِل أي سَعد". هكذا رأيت فيما رأيت من النسخ المروية عن أبي ذرٍّ، وفي رواية عن ابن السكن: "إِقْبَال (٣) أَي سَعْد! " وخرج البخاري هذا الحديث في موضعين من كتابه في كتاب "الإيمان"، وفي كتاب "الزكاة" ولم يقل فيه في كتاب "الإيمان": "أَقْبِلْ"، ولا "إِقْبال" (٣)، إنما قال: "يَا سَعْد! إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُل" وقال في كتاب "الزكاة": "أَقْبِل أَي سَعْد! ". وعليه رواية ابن السكن: "إِقْبال (٣) أَي سَعْد! "، وترجم عليه: باب "إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة وكان على الاستسلام أو الخوف من القتل، لقول الله عزَّ وجلَّ: {قَالتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} (٤) فإذا كان على الحقيقة فهو على قوله تعالى {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (٥)، {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} (٦) ".

١٩٠ - (٣) مسلم. عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قَال: (نَحْنُ أَحَقُّ


(١) انظر الحديث الذي قبله.
(٢) في (ج): "إقبالًا".
(٣) في (أ): "أقتال".
(٤) سورة الحجرات، آية (١٤).
(٥) سورة آل عمران، آية (١٩).
(٦) سورة آل عمران، آية (٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>