للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[لَيَرَنَّ الله مَا أَصْنَعُ، قَال: فَهَابَ أَنْ يَقُولَ غَيرَهَا، قَال: فَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -] (١) يَوْمَ أُحُدٍ، فَاسْتَقْبَلَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَال لَهُ أَنَسٌ: يَا أَبَا عَمْرٍو أَينَ؟ فَقَال: وَاهًا لِرِيحِ الْجَنَّةِ أَجِدُهُ دُونَ أُحُدٍ، قَال: فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ، قَال: فَوُجِدَ فِي جَسَدِهِ بِضْعٌ وَثمَانُونَ مِنْ بَينِ ضَرْبَةٍ وَطَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ، قَال: فَقَالتْ أُخْتُهُ عَمَّتِيَ: الرُّبيِّعُ بِنْتُ النَّضْرِ (٢): فَمَا عَرَفْتُ أخِي إِلا بِبَنَانِهِ، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيةُ {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (٣) قَال: فَكَانُوا يُرَوْنَ أَنهَا نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أصْحَابِهِ (٤).

٣٢٩٨ - (٤٥) البُخاريّ. عَنْ أَنَسٍ قال: غَابَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ (٢) عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ، فَقَال: يَا رَسُولَ الله غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ الْمُشْرِكِينَ، لَئِنِ الله أَشْهَدَنِي قِتَال الْمُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ الله مَا أَصْنَعُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ قَال: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاءِ يَعْنِي أَصْحَابَهُ، وَأَبْرَأُ إِلَيكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاءِ يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَال: يَا سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ الْجَنَّةَ وَرَبِّ النَّضْرِ (٢)، إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ. قَال سَعْدٌ: فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ الله مَا صَنَعَ، قَال: أَنَسٌ فَوَجَدْنَا فِيهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيف، أَوْ طَعْنَةً بِرُمْح، أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ، وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ، فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلا أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ، قَال أَنَسٌ: كُنّا نُرَى أَوْ نَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ الآيةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ


(١) ما بين المعكوفين ليس فِي (ك).
(٢) في (ك): "النضير".
(٣) سورة الأحزاب؛ آية (٢٣).
(٤) مسلم (٣/ ١٥١٢ رقم ١٩٠٣)، البُخاريّ (٦/ ٣١ رقم ٢٨٠٥)، وانظر (٤٠٤٨، ٤٧٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>