للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَوْمِهِ يُذَكِّرُهُمْ بِأيامِ اللهِ، وَأَيامُ اللهِ: نَعْمَاؤُهُ وَبَلاؤُهُ، إذْ قَال: مَا أَعْلَمُ في الأَرْضِ رَجُلًا خَيرًا وَأَعْلَمَ مِنِّي. قَال: فَأَوْحَى اللهُ إِلَيهِ إِنِّي أَعْلَمُ بِالْخَيرِ مِنْهُ، أَوْ عِنْدَ مَنْ هُوَ، إِنَّ فِي الأرْضِ رَجُلًا هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ. قَال: يَا رَبِّ فَدُلَّنِي عَلَيهِ؟ قَال: فَقِيلَ لَهُ: تَزَوَّدْ حُوتًا مَالِحًا، فَإِنَّهُ حَيثُ تَفْقِدُ الْحُوتَ. قَال: فَانْطَلَقَ هُوَ وَفَتَاهُ حَتى انْتهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ، فَعُمِّيَ عَلَيهِ فَانْطَلَقَ وَتَرَكَ فَتَاهُ، فَاضْطَرَبَ الْحُوتُ في الْمَاء وجَعَلَ لا يَلْتَئِمُ عَلَيهِ صَارَ مِثْلَ الْكُوَّةِ (١)، قَال: فَقَال فَتَاهُ: أَلا أَلْحَقُ نَبِيَّ اللهِ فَأُخْبِرَهُ قَال: فَنُسِّيَ، فَلَمَّا تَجَاوَزَا (٢) {قَال لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} قَال: وَلَمْ يُصِبْهُمَا النصَبُ (٣) حَتى تَجَاوَزَا قَال فَتَذَكرَ {قَال أَرَأَيتَ إِذْ أَوَينَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إلا الشَّيطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (٦٣) قَال ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} فَأَرَاهُ مَكَانَ الْحُوتِ قَال: هَا هُنَا وُصِفَ لِي. قَال: فَذَهَبَ يَلتمِسُ فَإِذَا هُوَ بِالْخَضِرِ مُسَجًّى ثَوبًا مُسْتَلْقِيًا عَلَى القَفَا، أَوْ قَال عَلَى حَلاوَةِ الْقَفَا (٤)، قَال: السَّلامُ عَلَيكُمْ، فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ فَقَال: وَعَلَيكُمُ السَّلامُ، مَنْ أَنْتَ؟ قَال: أَنَا مُوسَى. قَال: وَمَنْ مُوسَى؟ قَال: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ. قَال: مَجِيءٌ (٥) مَا جَاءَ بِكَ (٦)؟ قَال: جِئْتُ لِـ {تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (٦٦) قَال إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا


(١) "الكوة" أي: الطاقة.
(٢) في (أ): "تجاوز".
(٣) في (أ): "ولم يعقبه النصب"، وفي حاشيتها: "يصبهما نصب" وعليها "خ".
(٤) "حلاوة القفا": هي وسط القفا.
(٥) في (أ) "ما مجيء".
(٦) "مجيء ما جاء بك" معناه: أي أمر عظيم جاء بك؟

<<  <  ج: ص:  >  >>