للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَزْعُمُ أَنهُ يأتِيهِ الْخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ، فَاسْمَع مِنْ قَوْلِهِ ثُمَّ ائْتِني، فَانْطَلَقَ الآخَرُ حَتى قَدِمَ مَكةَ وَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ ثُمَّ رَجَعَ إلَى أَبِي ذَر فَقَال: رَأَيتُهُ يأمُرُ بِمَكَارِمِ الأَخْلاقِ وَكَلامًا مَا هُوَ بِالشّعرِ، فَقَال: مَا شَفَيتَنِي فِيمَا أَردتُ، فَتَزَوَّدَ وَحَمَلَ شنةً لَهُ (١) فِيها مَاءٌ حَتى قَدِمَ مَكةَ، فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَالْتَمَسَ النبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَلا يَعرِفُهُ وَكَرِة أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ حَتى أَدرَكَهُ يَعنِي الليلَ، فَاضْطَجَعَ فَرَآهُ عَليٌّ فَعَرَفَ أَنهُ غَرِيبٌ، فَلَمَّا رَآهُ تَبِعَهُ فَلَم يَسْأَلْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيءٍ حَتى أَصبَحَ، ثُمَّ احتَمَلَ قِربَتَهُ وَزَادَهُ إلَى الْمَسْجِدِ فَظَلَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَلا يَرَى النبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَتى أَمْسَى، فَعَادَ إِلَى مَضْجَعِهِ، فَمَرَّ بِهِ عَلِي فَقَال عَلِيّ: مَا آنَّ (٢) لِلرَّجُلِ أَنْ يَعلَمَ مَنْزِلَهُ فَأَقَامَهُ، فَذَهبَ بِهِ مَعَهُ وَلا يَسْأَلُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيءٍ، حَتى إِذَا كَانَ يَوْمُ الثالِثِ فَعَلَ (٣) مِثْلَ ذَلِكَ فَأَقَامَهُ (٤) عَلِي مَعَهُ، ثُمَّ قَال لَهُ: أَلا تُحَدِّثُنِي مَا (٥) الذي أَقْدَمَكَ هذَا الْبَلَدَ؟ قَال (٦): إِنْ أَعطيتَنِي عَهْدًا وَمِيثَاقًا لَتُرشِدَنِّي فَعَلْتُ، فَأَخْبَرَهُ (٧)، فَقَال: فَإِنهُ حَقّ وَهُوَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَإِذَا أَصبَحتَ فَاتبِعنِي فَإِنِّي إنْ رَأَيتُ شَيئًا أَخَافُ عَلَيكَ قلت كَأَنِّي أُرِيقُ الْمَاءَ، فَإنْ مَضَيتُ فَاتبِعنِي حَتَّى تَدخُلَ مَدخَلِي فَفَعَلَ، فَانْطَلَقَ يَقْفُوهُ حَتى دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَدَخَلَ مَعَهُ فَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ وَأَسْلَمَ مَكَانَهُ، فَقَال لَهُ (٨) النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: (ارجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فَأَخْبرهُم حَتى يأتِيَكَ أَمْرِي). فَقَال: وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ


(١) "شنة": هي القربة البالية.
(٢) في حاشية (أ): "أنى" وعليها "خ".
(٣) كتب في حاشية (أ): "فعلت"، وعليه "خ".
(٤) في (ك): "فقامه".
(٥) قوله: "ما" ليس في (ك).
(٦) في (ك): "فقال".
(٧) في حاشية عن نسخة أخرى (أ): "فأخبرته".
(٨) قوله: "له" ليس في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>