للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَوْمًا حَدِيثًا طَويلًا عَنِ الدَّجَّالِ، فَكَانَ فِيمَا حَدَّثَنَا قَال: (يَأتِي وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيهِ أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَ الْمَدِينَةِ (١) فَيَنْتَهِي إِلَى بَعْضِ السِّبَاخِ (٢) الَّتِي تَلِي الْمَدِينَةَ، فَيَخْرُجُ إِلَيهِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ هُوَ خَيرُ النَّاسِ، أَوْ مِنْ خَيرِ النَّاسِ فَيَقُولُ لَهُ (٣): أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حَدِيثَهُ، فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: أَرَأَيتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيتُهُ أَتَشُكُّونَ فِي الأَمْرِ، فَيَقُولُونَ: لا. قَال: فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ فَيَقُولُ حِينَ يُحْيِيهِ: وَاللهِ مَا كُنْتُ فِيكَ قَطُّ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الآنَ، قَال: فَيُرِيدُ الدَّجَّالُ أَنْ يَقْتُلَهُ فَلا يُسَلَّطُ عَلَيهِ (٤) (٥).

٥٠٥٦ - (١٤) وَعَنْهُ في هَذَ الحَدِيثِ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (يَخْرُجُ


(١) "نقاب المدينة" أي: طرقها وفجاجها، وهو جمع نقب، وهو الطريق بين جبلين.
(٢) "السباخ": جمع سبخة، وهي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا يكاد ينبت فيها إلا بعض الشجر.
(٣) قوله: "له " ليس في (أ).
(٤) مسلم (٤/ ٢٢٥٦ رقم ٢٩٣٨)، البخاري (٤/ ٩٥ - ٩٦ رقم ١٨٨٢)، وانظر (٧١٣٢).
(٥) ألحق في حاشية (ك) ما يلي: "زاد مسلم: قال أبو إسحاق: يقال إن هذا الرجل هو الخضر انتهى وكان على المصنف أن يذكر هذا ولا يخل به". انتهى. أما أبو إسحاق فهو إبراهيم بن سفيان راوي "صحيح مسلم" وقد أحسن المؤلف رحمه الله في عدم ذكر هذا الكلام إذ هو ليس من صحيح الإمام مسلم، ولكنه من كلام راويه عنه. والحق المحقق في هذه المسألة القول بوفاة نبي الله الخضر - عليه السلام - جزم بذلك الأئمة المحققون: البخاري وإبراهيم الحربي والقاضي أبو يعلى وابن العربي وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم، والأدلة على ذلك كثيرة منها الحديث المشهور عن ابن عمر وجابر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في آخر حياته: (لا يبقى على وجه الأرض بعد مائة سنة ممن هو عليها اليوم أحدٌ)، وقوله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: (اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض)، وأما الأخبار في رؤيته ولقائه فهي أخبار واهية وحكايات موضوعة، وانظر "الزهر النضر في نبأ الخضر" للحافظ ابن حجر.

<<  <  ج: ص:  >  >>