للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَغْرِبِ الشَّمْسِ فَجَلَسُوا في أَقْرُبِ (١) السَّفِينَةِ، فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ (٢) كَثِيرُ (٣) الشَّعَرِ لا يَدْرُونَ (٤) مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقَالُوا: وَيلَكِ مَا أَنْتِ؟ قَالتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ (٥). قَالُوا: وَمَا الْجَسَّاسَةُ؟ قَالتْ: ؛ أَيُّهَا الْقَوْمُ انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ في الدَّيرِ فَإنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالأَسْوَاقِ. قَال: لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلًا فَرِقْنَا (٦) مِنْهَا أَنْ تَكُونَ (٧) شَيطَانَةً، قَال: فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيرَ فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَان رَأَينَاهُ قَط خَلْقًا، وَأَشَدُّهُ وثَاقًا، مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ مَا بَينَ رُكْبَتَيهِ إِلَى كَعْبَيهِ بِالْحَدِيدِ، قُلْنَا: وَيلَكَ مَا أَنْتَ؟ قَال: قَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى خَبَرِي، فَأَخْبِرُونِي مَا أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ رَكِبْنَا في سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ (٨) فَصَادَفْنَا الْبَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ (٩) فَلَعِبَ بِنَا الْمَوْجُ شَهْرًا، ثُمَّ أَرْفَانَا (١٠) إِلَى جَزِيرَتِكَ هَذِهِ، فَجَلَسْنَا فِي أَقْرُبِهَا فَدَخَلْنَا الْجَزِيرَةَ فَلَقِيَتْنَا (١١) دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ (٣) الشَّعَرِ لا نَدْرِي مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقُلْنَا: وَيلَكِ مَا أَنْتِ؟ فَقَالتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ. قُلْنَا (١٢): وَمَا الْجَسَّاسَةُ؟ قَالتِ (١٣): اعْمِدُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ بِالدَّيرِ فَإِنَّهُ إلَى خَبَرِكُمْ بِالأَشْوَاقِ، فَأَقْبَلْنَا إِلَيكَ سِرَاعًا


(١) "أقرُب": هي قارب صغير يكون مع السفينة الكبيرة كالجنيبة يتصرف فيه ركاب السفينة لقضاء حوائجهم، وقيل: المراد آخر السفينة وما قرب منها للنزول.
(٢) الأهلب: غليظ الشعر كثيره.
(٣) في (أ): "كثيرة".
(٤) في (ك): "تدرون"، وفي (أ): "بدرون".
(٥) "الجساسة" سميت بذلك لتجسسها الأخبار للدجال.
(٦) "فرقنا" أي: خفنا.
(٧) في (ك): "يكون".
(٨) في (ك): "بجرية".
(٩) "اغتلم": هاج وجاوز حده المعتاد.
(١٠) في (ك): "أزمانًا" وكتب فوقها "كذا".
(١١) في (أ): "فلقينا".
(١٢) في (أ): "فقلنا".
(١٣) في (أ): "فقالت".

<<  <  ج: ص:  >  >>