للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَلَمْ تُقِرَّهَا نَفْسُهَا، فَقَالتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ لَعَلِّي أُحِسُّ أَحَدًا، فَذَهَبَتْ فَصَعِدَتِ الصَّفَا فَنَظَرَتْ وَنَظَرَتْ فَلَمْ تُحِسَّ أَحَدًا، حَتى أَتَمَّتْ سَبْعًا، ثُمَّ قَالتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ مَا فَعَلَ؟ فَإِذَا هِيَ بِصَوْتٍ فَقَالتْ: أَغِثْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ خَيرٌ، فَإِذَا بِجِبْرِيلُ، قَال: فَقَال بِعَقِبِهِ هَكَذَا وَغَمَزَ عَقِبَهُ عَلَى الأَرْضِ، قَال: فَانْبَثَقَ (١) الْمَاءُ فَدَهَشَتْ أُمُّ إسْمَاعِيلَ فَجَعَلَتْ تَحْفِزُ (٢)، قَال: فَقَال أَبو الْقَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم -: (لَوْ تَرَكَتْهُ كَانَ الْمَاءُ ظَاهِرًا). قَال (٣): فَجَعَلَتْ تَشْرَبُ مِنَ (٤) الْمَاءِ وَيَدِرُّ لَبَنُهَا عَلَى صَبِيِّهَا، قَال: فَمَرَّ نَاسٌ مِنْ جُرْهُمَ بِبَطْنِ الْوَادِي فَإِذَا هُمْ بِطرٍ .. وذكر الحديث. وفيه: أنَّ إِبْرَاهِيمَ - عليه السلام - إِذْ جَاءَ فِي الْمَرَّةِ (٥) الثَانِيَةِ قَال: أَينَ إِسْمَاعِيلُ؟ قَالتِ امْرَأَتُهُ: ذَهَبَ يَصِيدُ. فَقَالتْ: أَلا تَنْزِلُ فَتَطْعَمَ وَتَشْرَبَ، فَقَال: وَمَا طَعَامُكُمْ، وَمَا شَرَابُكُمْ؟ قَالتْ: طَعَامُنَا اللّحْمُ، وَشَرَابنَا الْمَاءُ. قَال: اللهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي طَعَامِهِمْ وَشَرَابِهِمْ. قَال: فَقَال أبو الْقَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم -: (بَرَكَة بِدَعْوَةِ إِبْرَاهِيمَ). الحديث. وَقَال فِيهِ: يَا إِسْمَاعِيلُ إِنَّ رَبَّكَ أَمَرَني أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيتًا، قَال: أَطِعْ رَبَّكَ. قَال: إِنهُ (٦) قَدْ أمَرَنِي أنْ تُعِينَنِي عَلَيهِ، قَال: إذَنْ أَفْعَلَ، أَوْ كَمَا قَال. وَقَال: حَتى ارْتَفَعَ البِنَاءُ وَضَعُفَ الشَّيخُ عَلَى نَقْلِ الْحِجَارَةِ، فَقَامَ عَلَى حَجَرِ الْمَقَامِ (٧). خرَّجهمَا (٨) في "ذِكر الأَنبياء" من كتاب "بدء الخلق".


(١) في (أ): "فانشق"، و"فانبثق" أي: تفجر.
(٢) "تحفز" الحفز: الحث والإعجال.
(٣) في (أ): "قالت".
(٤) قوله: "من" ليس في (أ).
(٥) قوله: "المرة" ليس في (أ).
(٦) في (أ): "فإنه".
(٧) انظر الحديث الذي قبله.
(٨) في (أ): "خرجه".

<<  <  ج: ص:  >  >>